( الحوار على الواتساب )
2022/09/12
 
98

د. شاكر كتاب

ما أجمل ان يعبّر المرء عن رأيه او فكرته او موقفه بلغة لينة سلسة غير جارحة ولا خادشة. الأصل في الحوار وفي الحديث عموماً الوصول الى حقيقةٍ معينة. هذه الحقيقة تعدّ جوهر النقاش. إذن الأمر الكريم الراقي هو اثبات الحقيقة-الجوهر لا خدش مشاعر الآخر او التقليل من شأنه. يحاور الأستاذ الجامعي الوقور طلبته بوقار. ومدرس الثانوية المحترم يحاور طلبته بإحترام. ومعلم الابتدائية التربوي يحاور او يتحدث مع تلاميذه بأسلوب تربوي. الأستاذ والمدرس والمعلم الذي يسلك سلوكاً مغايراً عليه ان لا يستبعد أبداً ان يعاد عليه بمثل ما بدر منه. والحال ان السياسي أو الاعلامي المثقف والمسؤول المحترم حين يتعامل مع المقابل في كل منازلاته الثقافية والأدبية والفكرية عليه أن يكون مؤدباً ومتواضعاً وهو في ذلك يسهم مباشرةً في تأسيس أصول التحاور وآداب النقاش في بلد تآكلت أحشاؤه بالهمجية التي هيمنت على شتى مفاصل حياته وفي أولها الثقافية. المثقف عند الحديث او الاختلاف يتذكر دائما أن الإناء بما فيه ينضح. ولأن ما في المثقف الحقيقي هو الكياسة والرزانة والأدب الرفيع فإن الحوار معه درسٌ ثقافيٌ ثمين. وعلى العكس تماماً فإن في الحوار مع سليطي اللسان تعريض النفس للإهانة فيضطر المرء للإنسحاب احتراماً لنفسه وإلّا فعليه ان يتحمل مغبة الخوض في الكلام مع من لا يُلام.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟