علاقات الإطار التنسيقي بالقوى السياسية.. من العصر الذهبي إلى الحضيض

2022/07/29

1620
رشا العزاوي
حتى وقت قريب، اشتهر الإطار بتعريف نفسه على أنه “أكبر تحالف يمثل الشيعة في العراق” وكان ملتزمًا بتكثيف “العصر الذهبي” للعلاقات بين قادته وقادة الكرد والسنة وفق تفاهمات مصلحية، لكن لماذا لم تعد هذه التفاهمات مجدية اليوم؟ كيف يفسر المرء هذا التحول المذهل؟ ما هي محركاته الرئيسية؟
بعد فوز التيار الصدري، أصبح قادة الإطار من أكثر منتقدي الصدر صراحةً، مما أثار حفيظة الأخير. وتجمهروا في كتلة واحدة محاولين كسر الثقل البرلماني للمقاعد التي حاز عليها. غير أن عداءهم تنامى تجاه جميع القوى السياسية وليس الصدر وحده.
كثيرون هم من ركزوا الاهتمام على أن السبب هو تمسك الصدر بمطالبه بإبعاد نوري المالكي عن السياسة، لكن هل كان هذا السبب الوحيد؟ لماذا تفضل كبرى الأحزاب السنية والكردية التحالف مع الصدر لا مع الإطار التنسيقي رغم تاريخ التحالفات المشترك؟
نعم كانت العلاقة المتوترة بين مقتدى الصدر ونوري المالكي متبوعةً بإصرار الأول غير المسبوق على تهذيب قوة هيئة الحشد الشعبي إنذارا للكثيرين من زعماء الحشد الذين يمتلكون أجنحة سياسية.
لكن سياسة الإطار العدائية لم تكن دفاعية بل هي رغبة في فرض السلطة بسطوة السلاح.
لقد كشفت الأشهر الثمانية الماضية عن تحالف غريب بين قادة الإطار التنسيقي يتفقون فيه على عداء الجميع، وعدم المساس بمصالحهم وجماعاتهم المسلحة المنضوية في الحشد. وعززوا نهجًا عدائيا يفضل المصالح الخاصة على مخاوف اندلاع حرب أهلية.
ربما كان انسحاب كتلة الصدر من البرلمان المرة الأولى التي أدرك فيها التنسيقيون تمامًا أن القرارات المتخذة في غرفهم المغلقة لها عواقب تهدد حياتهم. وكشفت أيضا أن اعتمادهم المفرط على ما يمتلكونه من قوة مسلحة بفضل امتيازات الحشد بمعزل عن خلق قنوات اتصال وتواصل مع القوى السياسية الأخرى لم يكن في محله.