سيادة العراق وسجادة الجامع
2022/07/22
 
219

عدنان شاكر 

نحن نفهم أن السيادة الوطنية حقيقة قانونية دولية لا يجوز العبث بها ، فهي دائما خارج اللعبة السياسية والدبلوماسية كونها خلاصة كفاح البشرية في سبيل التحرر والإستقلال الوطني . وأيضا نفهم أن السيادة العراقية إنتهكت بل تهتكت في أول يوم دنست فيه قوات الغزو أرض العراق بصحبة فرسان الخيانة من أبطال المعارضة سيئة الصيت والسمعة ، وانتهكت وتهتكت أكثر عندما سُلِمْ العراق سيادة وثروة ومصير وطني الى نظام ايران ' ولا أقول شعب ايران لأنه شعب شقيق لنا في الدين والجيرة والمعاناة الإنسانية . 
الموقف الدبلوماسي العراقي القوي الأخير من قصف دهوك من قبل تركيا ينسجم مع قواعد القانون الدولي ومشاعر السيادة الوطنية الحقيقية لدى العراقيين ، لكن ما لا نفهمه وما نزال عاجزين عن فهمه هو إصرار  ساسة القدر اللعين في بغداد على الحديث عن السيادة والتغني بها فقط في المناسبات التي تتعرض فيها مصالح جماعة طهران داخل العراق للخطر ، فكم مرة أغمض العراق عينيه وسد اذنيه على قصف الحرس الثوري لكردستان وعاصمته أربيل خلال هذا العام والأعوام الماضية ؟! لأن المحروسة إيران هي من تقول للعراق إشرب من هذه القلة ولا تشرب من تلك .
سيادة العراق التي يتحدثون اليوم عنها ، هم نفسهم من باعوها وقبضوا ثمنها سلطة وغنائم وثروة تحت شروط " المباع لا يرجع " . سيادة العراق تذكرنا بسجادة الجامع التي يقادمها الزمن وتصبح عتيقة ، فيتم سحبها من فناء المسجد وتفرش على عتبته لتكون ممسحة للأحذية .
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟