شاكر كتاب             

للمرة الأولى يتحدث السيد الصدر بهكذا صراحة ووضوح. تحميل الثلث المعطل لتشكيل الحكومة المسؤولية هو الصحيح. ونحن كشعب ليس من صالحنا أبداً ان يتوافق الطرفان. لانهم سيعيدون تقاسم الوزارات والمنافع والمواقف والتنازلات المتبادلة على حساب مصلحة تطور البلاد. والتوافق سوف لن يستند على برنامج حقيقي لانقاذ العراق من الناحية الاقتصادية والأمنية والسياسية. التوافق سيعني كما كان دائما عزل الشعب عن موارد بلاده الطبيعية وخيراتها والانفراد بها من قبل المتوافقين. وسيعني ايضا استمرار حالة الفساد والسرقات والانهيارات الامنية والاجتماعية في مقابل استمرار حالات البطالة وتعطيل الموازنة واستمرار المجاعات وأتساع دوائر الخراب المجتمعي وانهيارات متواصلة للتربية والتعليم والثقافة. انهم يتوافقون على السلطة فقط. ويا ليتهم توافقوا على برنامج عمل حقيقي لإعادة بناء الدولة وإحياء الاقتصاد العراقي صناعةً وزراعةً وتجارة وسياسات مالية ونقدية. ومن ناحية أخرى إستمرار حالة تعطيل تشكيل الحكومة يعني وبشكل مباشر تعطيل الموازنة التي كان ينبغي انجازها قبل حلول هذا العام. وسيعني بشكل مباشر ايضا إستمرار عمل الحكومة الحالية غير المنتخبة والتي تسمح لنفسها بمختلف القرارات والصرف والفعاليات غير المسموح بها لحكومات الطوارئ. في كلمة السيد الصدر إشارات واضحة للأضرار التي يتحمل تبعاتها الشعب جراء عمل تشكيل الحكومة. لكن في الكلمة أيضا إشارات لما يمكن ان يقوم به الشعب إزاء الحيف الذي يقع عليه ويتراكم ما دامت هذه الأوضاع الراهنة قائمة وتتفاقم.  وتبقى الصيغة الفضلى ان يصار الى تشكيل حكومة أغلبية سياسية تقابلها معارضة وطنية حقيقية صادقة ومخلصة شريطة ان تتصارع الاطراف في البرامج والأفكار والنظريات والبناء والعطاء وفي محاربة الفساد وانقاذ البلاد من كل مظاهر التخلف والانحدار.