إزرع ولا تقطع!!
2022/05/09
 
193

صادق السامرائي

 

القراءة الخلدونية للصف الأول الإبتدائي في مدارس العراق , لأجيال متواكبة من تأليف (ساطع الحصري) (1879 – 1968) , “أبو خلدون”, صفحاتها مناهج تربوية تعلم السلوك الصالح لبناء الوطن.

ولست معنيا بما له وما عليه , وإنما بالأفكار التي وضعها في تلك القراءة بلغة مبسطة ذات معانيٍ عميقة ومؤثرة , وذات مدلولات بعيدة.

ومنها “إزرع ولا تقطع” , وقد رددناها في الصف الأول الإبتدائي , وما زرعنا , بل أمعنا بالقطع!!

فالأفكار التي تضمنتها القراءة تهدف لبناء الإنسان الإيجابي القادر على صناعة القوة والإقتدار , ومنذ الصغر , فالتعلم في الصغر كالنحت في الحجر.

أعود إلى القراءة الخلدونية , وأبحث عن معاني عباراتها وما تكنزه من طاقات معرفية وسلوكية , وما تشير إليه من أمراض عضوية تنخر في بدن الأمة , وما أكثر الرمزية في كلماتها الواضحة الجميلة المحببة للنفوس.

تخيلوا لو أن الأجيال تزرع وتأبى أن تقطع , فكيف ستكون عليه أحوالنا , وثرواتنا وقدراتنا الإنتاجية والإقتصادية , وما تعلمنا أن نزرع , بل تحقق تكريهنا بالزراعة وباللون الأخضر , وساد اللون الأسود في شوارعنا ومدننا , بسبب الحروب العبثية التي محقت شبابنا وحرمتهم من زراعة وجودهم في الحياة , فمعظم الشباب ماتوا هدرا وضاعت طاقاتهم , فكأن زراعة الأرحام عليها أن تقطع , ولا تعطي ثمارها.

ويبدو أن مجتمعاتنا بحاجة للعودة إلى نداء ” إزرع ولا تقطع” , لأنه السبيل الأمثل لتحريرها من التبعية والإعتماد على غيرها لإطعامها.

فهل لدينا الهمة والعزيمة على أن نزرع؟

العجيب في أمرنا أن فينا نوازع قطع وهدم , تفترسنا وتؤدي بنا إلى مهاوي القحط والإملاق!!

فيا ليتنا نزرع ونزرع!!

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟