مفهوم العلمانية في ضل الحكومة الدينية
2022/01/27
 
202


 محمد العادلي

نطرح تساؤلات وتأمل لتصحيح ومعرفة بعض المفاهيم الخاطئة من الذي جعل من العلمانية بأنها مضادة للأديان، ومن الذي جعل من العلمانية كفراً والاحاداً وزندقة، ورذيلة وفاسداً، ومن المستفيد من ترسيخ هذا التضليل، فهي أوسع من هذا الشي فهي مذهب سياسي وفكري ينظم علاقة الحاكم والمحكوم...

 وعندما تطلع على تعريف العلمانية ومفهومها السياسي بأنها فكر سياسي صرف، يفند كل هذه الاتهامات والمفاهيم الاجتماعية التي لصقت وروجت على العلمانيين زيفاً وَزُورًا وبغضاً وبهتاناً...

 فجميع الدول والحكومات لها هوية سياسية واقتصادية تحدد وترسم نظام الحكم منضوية تحت دستور الدولة الذي يحوي حزمة من المواد القانونية التي شرعت لمصلحة الوطن والشعب، لا لفئة معينة أو مذهبية أو قومية...

 فقدت الهوية السياسية للعراق منذ عقدين من الزمن بحكم الإسلام السياسي وأنتجت هذه الفوضى العارمة التي تعج بالبلاد من أقصاه إلى أدناه واليوم ندفع ثمنها خيرة من الشبان وَبُحُورًا من الدم...

 الإسلام السياسي هو من زرع في عقول المجتمع هذه الإشاعات وترسيخها في أذهان الناس ضد المدنيين طيلة حكمهم من الزمن ابتداءً من الأزهر إلى الإخوان المسلمين إلى السلفية بكافة الوسائل لإعلامية وفضائياتهم وخطبهم. بأن الدول العلمانية هي دول فاسدة وتنتشر فيها الرذيلة والفجور، لكن تجد أغلب رجال الدين يهاجرون إلى إلى تلك الدول بحثاً عن الأمان ولجوء عندما تنتهي فترة الحكم في مناصبهم أو بحثهم عن العلاج أو الدراسة، أو السياحة ولا شك هذه الفواحش تجدها في المجتمعات الإسلامية لكنها بشكل مبطن أكثر انتشاراً ربما من الدول العلمانية...

 هذه الحرب التي يشنها الإسلام السياسي ما هي إلا لأغراض السياسية وركيزة بقائهم باستغلال جهل الناس واستخفاف بعقولهم بهكذا أوهام... 

المعركة بين المستفيدين من هذا الواقع الديني الذي بني عليه وجودهم وسمعتهم ومكانتهم وأملاكهم وبين الفقراء الذين مزّق الفقر غشاء الوهم عن بصائرهم ولن تنتهي المعركة حتى تنتهي فيكون ابن رجل الدين كابن الفلاح...

 الحكومة العلمانية المدنية لا تتبنى أي موقف إيجابي أو سلبي من الدين بل هي محور محايد وتقف على مسافة واحدة بين جميع الأديان والمذاهب، أبرز مفاهيمها...

 وتكفل حق كل للمواطن من كل دين بممارسة طقوسه الخاصة به وتحميه بعيدة عن شؤون الدولة وعملها
 وهي تتبنى فصل الدين عن الدولة وتشرع القوانين لمصالح البلد، لا لفئة او قومية او مذهبية...

 والحكومات الاسلامية اصبحت مكروهة ومبغوضة من المجتمع وهذا ما نتج ردة فعل سلبية بعزوف الناس عن الدين او التدين الاجوف هو تحول الى مؤسسة احكام وقوانين صارمة ومجحفة وتستهلك الافراد وتمنع من الاندماج مع الحياة والمجتمع اكثر كونها تركز وتهتم ببناء مبادئ الفكرية وقيم عليا وتسامح مع المجتمع...

 الحكومة الاسلامية تضر بالدين لا تنفعه فهي تسيئ له بالعكس ولا يمكن لاحد ان يقف بوجهها
 تبرر القتل والقمع بحجة حفظ دولة الحق
 لا يمكن معارضتها لانها تحكم بأسم الله
 لا قيمة لقرار الشعب او منحه حقه في الانتخاب
 لانها دولة الاصطفاء الالهي...

 فهي لا تصلح للحكم لانها سلطة ديكتاتورية صرف وتجعل من الولي الحاكم رباً اخر فهو من يقرر مصير الامة
 وما على الناس الى الطاعة العمياء، وهي لا تمنح حرية التعبير للشعب ومصير من يخرج عن طاعتها وإرادتها او طاعة الولي مصيره الكفر والزندقة ويحل دمه، وهذا كله خلاف لدين الاسلامي الحنيف الحقيقي...

 الحكومات العربية غير واضحة المعالم بطريقة حكمها للشعوب، وهذا ما نجده من اختلاف كبير مابين برنامجها السياسي ودساتيرها، فهي متناقضة بقرارتها وتطبيقاتها تارة تراها اسلامية بحته تلجاء إلى حماة بوابة الدين عند مقاربة المنزلق لتكسب عاطفة شعوب لا تتعض وتارة أخرى تراها علمانية صرفة وبقت الشعوب العربية والاسلامية بحيرة. 
 

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟