يناجون الله ويحدثون الريّح ويمشون في مواكب المطر
2022/01/19
 
328

عدنان شاكر 

يَضرِبْ العراقيون رمالهم و يحدقون في النجوم ، عسى أن يجدوا عندها حظهم في نهاية الدمار والخراب أو يتحسبوا للقادم من الأيام .. 
يقرأون الفنجان ويرمون الحصى والحجر لِطالعٍ في الغيب توارى واندثر .. يَصعَدون السطوح ، يناجون الله ، يحدثون الريح ويمشون في مواكب المطر … يَصرخون : ربما يصلح الدهر ما أفسده العطار والأئمة المزيفون والتجار ..
أطياف الليل باتت أقسى من عذابات النهار ، والأغاني الحزينة تحمل معها مرارة الملح الذي فَسَدْ .. وباقٍ غدهم يؤجله الحاضر إلى أجل غير مسمى في زمن كئيب لا ماضيه يمضي ولا مستقبله يلوح من بعيد ..
لم يعد يسألون عن الفرح .. كل ما يتمنونه أن يُترَكوا بسلام ، حيث أصبحت الحياة عارية لدرجة أن الإنسان يخاف من نفسه حين ينام وحين يحلم .. وحين يوقدون الشموع لَكْ ؛ لأن موتًا طائشاً ضَلَّ الطريق إليك من فرط الزِحام وأجَلَّك ْ .
الأمل يتلاشى مع كل يوم وشهر وسنة تَمٌرْ دون أن يرى الناس جديدًا وانفراجًا ، بل قديم يلبس قديم ، وباطل يلبس حق ، وعِلْم يلبس جهل .. ووقار يتشح بالذل ، ومهابة تكتسي بالمهانة .
 العراقيون في الحاضر المخيف باتوا ضحية رجاء كاذب ، وأمل خادع ، وأحلام مشرعة أبوابها بالسراب في قيعان وطن يَحِنُ إلى رشفة أمن ونهلة أمل … دموعهم متحجرة في عيونهم تشتكي ألم الإنسان وعذاباته بعدما نَصَبوا وأعياهم النفخ في رماد منطفىء .
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟