من يستطيع كبح جماح الميليشيات ( المارقة في العراق اليوم )
2021/11/16
 
2582

خالد القره غولي

 

لا أحد يعرف بالضبط من يسيطر على الميليشيات الجديدة في العراق ، ولكن الهجوم الاخير على دار موقع رئيس السلطة في العراق يجعل كبح جماح هذه الجماعات المسلحة الجديدة في العراق أمرا مهما وملحا , ولم يعد هناك شكٌ في أن المليشيات الطائفية والمسلحة ، المنتشرة في العراق الجديد ( اليوم ) تمثل التهديد الرئيسي للدولة الوطنية العراقية، ليس فقط لأنها ترتبط بأطراف خارجية لها أجندة واضحة وأطماع تاريخية ، وإنما أيضًا وربما الأخطر ، لأنها تقف وراء الأزمات المختلفة التي يعاني منها بلدي العزيز ( العراق ) سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو أمنية، وتعمل باستمرار على استنزاف قدراتها وإصابتها بالشلل التام ، والذي يجعلها عاجزة عن ممارسة أدوارها أحيانًا , المتتبع لممارسات هذه المليشيات في أكثر خلال الأيام الماضية سيلحظ بوضوح كيف صارت تمثل خطرا قائمًا وتهديدًا وجوديًّا للدولة العراقية الوطنية , وتزداد الخشية اليوم من تلك العصابات التي تفرض قوانينها على أبناء ( بلاد الرشيد ) وقد أمتهنت هذه العصابات القرصنة والنهب والسلب والنصب والقتل وجمع المغانم والمكاسب والسيطرة على مراكز القوى في كافة دوائر الدولة وابتزاز المواطنين وإشاعة الفساد وممارسة التهديد والوعيد والاغتيال والمطاردة والرقابة والسرقة والسيطرة التامة على صناع القرار حسب طريقة نفع واستنفع … الميليشيات المسلحة الجديدة يؤدي الى مراكز قوى تعيق بناء العراق ، وتتسابق بعض القوى السياسية لاستمالتها واستخدامها للأغراض ابتزازية ونفعية , خصوصا أن الطائفية السياسية في بلادنا تتبع السبل النفعية غير النزيهة لجمع الإتباع والدعاية للإعلام , ونهج فقدان بوصلة الوطن وإقامة الولائم والمؤتمرات التحشيديه وهمسات النفاق ، ولا تمتلك تلك الأحزاب الطائفية السياسية ، لا تجربة ولا تراكم معرفي ولا اعتراف بالجدل والمعرفة العلمية ، هي نفسها فصائل وطوائف أكثر منها أحزابا ، وهم مشايخ أكثر منهم سياسيين وقادة , تجعل تلك المليشيات الوقحة اليوم حالة صعبة من الصعب على العراقيين قبول سلطة مركزية واحدة على غير المكتوبة سارية المفعول في القرى والنواحي البعيدة ، ويختلط فيها الكرم والخلق الشخصي والمساعدة المتبادلة والتقاليد البالية القاسية والعنيفة , فالاحترام والهيبة والخوف هي العناصر الغالبة على العلائق , وتسيطر في العراق الجديد على مخازن الذخيرة والأسلحة وبحوزتهم الأموال ويستحوذوا على المكانة التي تغدو بغمضة عين أنقاض وركام في الاحتراب العشائري وبالقنابل الساقطة والتفجيرات الإرهابية ومارسوا عرضيا سلطات حق تقرير الحياة والموت بالنسبة للإتباع , ولا تستمد سلطة تلك المليشيات وجودها وقوتها من التقاليد العامة وحدها بل تستمدها مما يكون له من وضع اقتصادي يستطيع به الغلبة على منافسيه والسيطرة على الإتباع عبر تقديم المنافع المادية والخدمات المعيشية ، وينهمك هؤلاء بتكديس الثروات وتنمية ملكياتهم الخاصة تحت شعار عودة الإقطاعية من جديد بفضل جهود شيوخ المال والجاه المسيطرون على اقتصاد العراق , ولله .. الآمر

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟