عبد الرضا عوض الحلي في رحاب الكلمة
2021/11/14
 
793

بقلم القاضي المتقاعد حسن حسين جواد الحميري

حدثتني نفسي من باب الوفاء لعلم من اعلام الحلة ومؤرخها وابنها البار المرحوم عبد الرضا عوض الذي غادرنا يوم ١٠/١١/٢٠٢١، ان اكتب عنه بضعة أسطر بما يشعر ذاتي وضميري  كأي حلي التقى به  وعاشره وصاحبه لبضعة من سنين،   اني ساهمت بالقليل القليل في الثناء على هذا الرجل الأديب والكاتب الموسوعي والذي بذل جهدا متميزا في كتابة تاريخ الحلة واستذكار تاريخها التليد من خلال عمله الجاد في التاسيس لمهرجان تمصير الحلة في محاولة منه لإحياء تاريخ هذه المدينة في الماضي والإشارة الى تاريخ رجالاتها في الحاضر وما كان يخطط له من أجل النهوض بواقعها الثقافي والادبي، كانت مؤلفاته عن الحله تترادف وتتزاحم كما تزاحم الرجال الاشداء  من اجداده من بني أسد ليؤسسوا الحلة الفيحاء، كانت مؤلفاته تترى مؤلف يتبع مؤلف وكلها تفيض بحب الحله وماضيها العبق منذ تمصيرها وتاسيسها وعلو شانها كحاضرة للعلم بدلا عن بغداد  لتكن مركزا للمدينة والثقافة ومقرا للعلماء كابن النما وابن إدريس والمحقق وليأمها الرحالة كابن بطوطة وغيرة..
 هذا الراحل  لشدة حبه لمدينته نشد ان تصبح الحلة عاصمة الثقافة بل وعاصمة الدنيا وقبلتها... شارك في إصدار مجلة أوراق فراتية ومجلة العشرة كراسي وكتاب الحلة وحكامها وادباء بابل وكتابتها المعاصرون باجزاءه المتعددة والحلة في ثورة العشرين  وكتاب من جرائم الدولة العثمانية في الحلة وامراءة وخمسة رجال وأسرة ال عوض في الحلة  وكتب اخرى  كتلك التي تخص تاريخ القضاء في الحلة وتاريخ الشرطة في محافظة بابل وكتب تخص تراجم الشعراء والعلماء والأدباء وحقق الكثير من الكتب التي جلى عنها غبار الزمن، وماذكرته هو غيض من فيض نتاجاته الأدبية وال تاريخية، ورغم  النشاط المتواصل له في هذه المجالات وغيرها دون كلل او ملل كان دائم التواجد في مكتبته التي أسماها مكتبة دار الفرات وبداومين في كل يوم، الدوام الأول يبدأ من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا و الثاني من الساعة الرابعة عصرا حتى الساعة السابعة مساء.. يستقبل  رواده في مجلسه فيها بابتسامه المعهودة وبشخصيتة الكيسة أصدقائه ومعارفه ومحبيه من الكتاب والأدباء والشعراء من أهالي الحلة ومن نواحيها بل وأدباء من بغداد والنجف والبصرة بل والقادمين من خارج البلاد  الذين احبهم كما هم قد احبوه،  وجدوا فيه دماثة المعشر وكرم الاخلاق.. 
رحمك الله ابا حمدي فقد فارقتنا سريعا، وجرح فراقك والله كان عميقا غائرا نافذا في أعماق النفس وثنايا وزوايا المشاعر.. فارقنتا على عجل..

 تعرفت عليك أيها الإنسان الراقي  العالي الهمة قبل سنوات فشاهدتك هرما عاليا ولم أكن أعلم أن المنون ستخطفك منا سريعا.. ابا حمدي نم قرير العين فقد قمت بالواجب واديت الامانه وحفظت للحلة تاريخها وترك للأجيال تراثا حليا ثرا كبيرا.. اللهم انزل على روحه شابيب رحمتك ورحمة واغفر له واحشرة مع عبادك العلماء الصالحين..
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟