نساء في مخادع السلطان !
2021/11/10
 
385
حسين الذكر
عقود من الدراسة والقراءة غير المحدودة وكتاباتي المتعددة ومخالطاتي واطلاعي على الحضارات والتجارب الإنسانية ، جعلتني انظر حد الحرمة للزواج الثاني .. معتقدا اغلب مشاكل الامة تتعلق بالزواج والاسرة والطلاق والتداعيات التي اقرها وحذر منها الله جل وعلا بصراحة جلية ( ابغض الحلال )  .. فضلا عن قناعة واحصاءات علمية تشير الى ان اغلب الازمات المجتمعية الكبرى هي انعكاس واضح لتخلف نظام تربوي اجتماعي مؤجند ومؤدلج .. صحيح ان الله شرع ( المثنى والثلاث والرباع ) .. الا انه اشترط بحزم العدالة .. وبصراحة حتى الان يصعب فهم معنى وقدرة العدل لغير الله واولياؤه الصالحون الذين ينبئنا عنهم الوحي والكتاب ونوادر السنن والتاريخ .. ما يثير الاشمئزاز هنا هو تركيز البعض على اتاحة تكرار الزواج وانه حق دون التحقق من العدل بابسط مقوماته ومعانيه .. او التحري عن تطبيق والتزام الزوج لبقية حلال الله وما تحقق منه باقل تقدير . 

سؤل مواطن عربي يعمل موظف ينتمي للطبقة الوسطى ، عن سبب تغيبه من جلسات السهر والسفر والكيف منذ زواجه ، فقا : ( يا صديقي ، منذ تزوجت ثم رزقت بولد وبنت .. ثقلت مسؤلياتي .. اذ لم استطع إدارة شخصيتي جراء وظائف البيت وحاجاته الإنسانية والتربوية والتعليمية ) .. فضحك صديقه قائلا : ( ازبط يعم ) .. فرد عليه .. ( انها المسؤولية الشرعية والوطنية لبناء الاسرة والمجتمع .. انه ثقل كبير يا هذا ) . 
هنا اتسائل عن رد طبيعي واحساس مسؤول لمواطن يتحسس مسؤولياته وواجباته اتجاه الاسرة وبناء الوطن ورقي المجتمع .. ولا يملك من الوقت ليقضي فيه بعض كيفياته .. فكيف لسلاطين دولة يملكون ويحوزون من النساء والجواري ارقام مهولة تحت عناوين وتغطية يعتقدون انها شرعية .. فيما مسؤوليات الدولة وقيادتها تتطلب التفرغ التام لادارة ملفات يعجز ادارتها بلا تفرغ ومسؤولية ..

رحم الله فيلسوف المرأة وتجرمان الحب الشاعر العربي السوري نزار القباني اذ أشار قائلا : -

نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك 
من وثن الى وثن

عبر التاريخ العربي .. وفي بطون الكتب وامهاتها او على لسان الأجداد او حتوتات زمان وحتى من رحم العولمة ومن صلب الشبكة العنكبوتية  .. قرانا حد الوعي الذي لا ندرك ولا نعي غيره .. ان عرش السلطان او الخليفة او الملك او الرئيس ... او اي سلطات حكمت او التي تحكمت بمصائرنا وما زلنا ندفع ثمنها الى اليوم .. ان الجواري والنساء والغواني والغلمان تشغل راس السلطة وتفكيرها وفحواها وتستهلك وقتها الغالي والواطيء منه ... من اول غروب الشمس حتى فجرها بل وفي نهارها واصيلها وضحاها  .. 
سؤال محير .. متى وكيف كانوا يديرون شؤون الحكم ومؤسسات الدولة ... فضلا عن ادراك الواقع والتخطيط للمستقبل  .. اذ ان حاضرنا السيء وواقعنا المتخلف ..  يفضح كل شيء !
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟