انها الحضارة .. يا قادة كرة القدم !
2021/11/07
 
142


حسين الذكر

 

برغم العتمة وتكلكل خيم الحزن البادية على المجتمع بمحافظات العراق  سيما في وسطه وغربه وجنوبه ، الا ان بعض النوافذ ما زالت مشرعة بما يكفي للتنفس او في الأقل للتعبير عن ذلك النفس التواق بما يزفر الانسان بمتناقضاته وكوامنه المتراكمة جراء انحطاط قيمي ضرب اوصال المجتمع التي لم تسلم منها حتى الرياضة والفن .. 

هنا لا بد من الإشادة بشارع المتنبي ومحيطه ومكتباته ورواده والقائمين عليه ... باعتباره متنفسا ونبضا ثقافيا يمتلك قدر من الحرية بمعزل عن تقييمنا لها  .. لذا نجد ان الكثير من الشرائح النخبوية او من يرى نفسه مشمول بهذا العنوان وهو حق متاح للجميع ، في ظل بلد لم تعد فيه معايير وقيم قادرة على الفرز .. 

 

كالعادة ما ان ندخل الكرنفال الثقافي الكبير في المتنبي حتى تبدا الكثير من تعابير الود من عدد غير قليل من القراءة والمتابعين لنا ممن يطلبون التقاط صور او اخذ راي ما في جنبة اغلبها رياضية عامة او كروية خاصة .. وقد سالني احدهم وكان يرتدي البجامة و( النعال ) ، وهو زي ينبغي ان لا يخوض فيه بالإمكان العامة .. فقال : ( أستاذ ، يرحم ابوك ، ممكن سؤال : ( ثم اخذ يخطب : هو هذا منتخب ؟، هذا مدرب ؟، هؤلاء لاعبين ؟ . ثم وضع حلول واجابات لاسئلته : المفروض نلعب بالطريقة الفلانية ونطرد فلان وعلان وناتي بعبيد وزيد .. وطز بهذا وطز بذاك ... ) .. بعد ان افرغ ما في جعبته ، قلت له : ( ان المدرب واللاعبين والملف الكروي برمته بيد إدارة اتحادية منتخبة تأخذ على عاتقها تحمل مسؤولية ذلك . وما عليك وعلي الا ان نطرح ما نريد ونراه بصورة مناسبة .. حتى تتغير الأمور تدريجيا كما نحب ) .

ثم سالني آخرين بذات المحور المتعلق بالمنتخب ومونديال الدوحة وما يعنيه ذلك من احباط حقيقي للجماهير ان لم يتحقق التاهل .. بعدها سالتني إذاعة ثم بعض مواقع التواصل والقنوات التلكرامية .. حتى جلست مع بعض زملائي في الادب والتحليل السياسي والرياضي والتخصص الاجتماعي ... وغير ذلك ممن يعد لقاؤهم الأسبوعي مصدر راحة وتخفيف عناء من بعض ضغوط الواقع الاجتماعي والسياسي المازوم دوما . 

وقد طرح الزملاء ذات السؤال : ( هل نتاهل الى كاس العالم ) .. فاجبت : ( ان الإنجازات الرياضية لم تعد نتاج الموهبة وحدها. ذلك الزمن ولى واصبح الاحتراف ومخرجاته هو الأساس في عمليات الإنجاز الرياضي التي نراها وتبهرنا في دول العالم المتقدم .. الاهم ليس تحقيق الإنجاز بل إيجاد البيئة الحضارية الصالحة التي يكون الإنجاز احد اهم مخرجاتها التلقائية .. اما تحقيق انجاز ( صدفوي)  من قبيل الفوز بكاس اسيا 2007 ، فذلك لا يمت للتطور والتخطيط بشيء ، بل هو نتاج ظرفي محدود لا يمكن البناء عليه .. وفقا لقاعدة جديدة مفادها : ( ان الإنجاز الرياضي ما هو الا تحصيل حاصل للحضارة المجتمعية ، التي اصبحت الرياضة بمجوبها هوية وتعبير لتلك المخرجات الحضارية قبل ان تكون مجرد ممارسة عضلية او تنافسية ) .

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟