عمائم لا داعي لوجودها
2021/11/06
 
5801

علي حبل المتين

 

 بين الحين والآخر يطل علينا أحد معتمري العمة ونتفاجأ بأطروحاته وآرائه العلمية الرصينة [والأمر معكوس] وكأننا نعيش في عالم آخر وهم في وادٍ آخر، العمامة خرقة يلفها المرء ليبين أنه يحمل علمً فقط أي هي شهادة تعتلي الرأس وليست "ميموري كارد" لخزن المعلومات...

 منهم من كان أهلا لها ومنهم كان رجل عمامة فقط وعلينا أن نميز بين رجل العلم أو رجل العمامة، الأول جد وأجتهد لتحصيل هذه الشهادة والثاني لف بضعة أمتار من القماش، وخالف فعرف، ومنهم أصحاب فضلٍ لاننكر جهدهم ومواقفهم

[ طبعًا هذا القول لا يشمل معممين السياسة فهم أسوأ بكثير]...

 أتذكر أني قبل أيام سمعت نبأ وفاة الشيخ جلال الدين [نستلة] صاحب نظرية النستلة الشهيرة وهذا لقبه الذي كسبه بالغلبة و الشياع صاحب فصار يعرف بهِ، فتوافدت الأخبار وبانت علامات الفرح على محيا أغلب العراقيين، العراقيون ليسوا بالنوع الذي يشمت لا أبدا وحاشاهم عن مثل هذا، لكن نظرياته "النستلية" هي من جعلته مهزلة وأضحوكة عصره...

وأخر اسمه علي الشريفي صاحب نظرية الميمون [مادري بالميمون حصان] يضع العمامة على رأسه فارغ العقل ويتسول بها بعض المجالس ليضحك الآخرين، أما أين تلك السنين من دارسة الفقه والأصول لا أحد يعلم...

ومنهم من يذكرنا مشكورًا للعودة لله والزهد وهو يمتلك جامعاتنا ومستشفيات أهلية وعدة وعدد، لكنه مسكين يخشى علينا حرارة النار اللاذعة وشدت سوط مالك [ملك النار] أما هو فله حلال وعلينا حرام وهذا الشخص "صدر الدين القبانجي" [صاحب نظرية والعباس أبو فاضل اجو البريطانيين للعراق علمود سفينتهم]، وللمرة الأولى اعلم أن لدينا في النجف صلاة جمعة وهو أمامها، ويترتب عليَّ حد حسب فتاويه  فأنا مرتد وعليَّ قصاص يجب مراجعته في أقرب وقت لتخليص نفسي من براكن الآثام فهو يعتقد نفسه حجة الله على الأرض...

 أقول وخلاصة ما أقول إن هذه العمائم ومثلها لا داعي لوجودها بالإسلام، لأنها لو بقيْ وطال لها المكوث واستطابت لن يبقى هناك إسلام ومسلمين ليكونوا حجج الله عليه...

وغيرهم الكثير وهلم جراً من هكذا رجال عمامة، حزني وعزائي على من يسمع ترهاتهم ويروج لها، إلى متى يا مجتمع أنت تدفع لبطونهم الحقوق، وتنام وحولك بطون غرنثى وأكبادا حرى، أما كفاكم هذا التدني وهم في ارتفاع بفضل طراوة أكتافكم...

 

 تدبروا فيهم انظروا ابنهم من عمامة رسول الله وعمامة علي وأهل بيته لقد كانت عمائمهم بلسمًا لجراح الفقراء والمساكين وبحرًا ينهل منه ذوي العلم من الفطاحل والأفذاذ، أين هم من الطوسي وأبن الجنيد والمراجع المعاصرين، وشتان بين الاثنين وهيهات التشابه ترك الأسلاف إرثًا عِلْمِيًّا وَمَعْنَوِيًّا وهؤلاء سيتركون الثروة لأبنائهم.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟