المفارقة الانتخابية والاستثمار الديني
2021/10/04
 
760
محمد نويهي العادلي
كلما اقترب موعد الانتخابات تبدأ الاحزاب السياسية وخاصة الاسلامية بأستغلال الجماهير ودغدغة مشاعرهم من خلال  الخطب الرنانة وشعارات براقة ،لاستدراج عواطف  الناس البسطاء والضعفاء والجهلاء بشعارات واهية من أجل أستثمارها سياسياً ، احد شعارات الاحزاب الاسلامية ،منذ عقدونصف هو امنحوا اصواتكم لنا ،لاننا حزب عقائدي لكي نحافظ على الدين والمذهب والعقيدة...
ومن اوصل هذه العقيدة الفاسدة إلى الناس هو إعلام الاسلام السياسي ومنابرهم وسلاطينهم واذنابهم التي تروج ليلاً ونهاراً لهذه الافكار البائسة ،وهذه العقيدة ليستْ جديدة العهد وأنما متاصلة الجذور ورثوها من بني امية وبني العباس الذين رفعوا شعار  (الرضا من ال محمد ) وادعوا انهم اقرب الى الرسول نسباً وحسباً من أجل استعطاف العامة وحثهم على مبايعتهم وطاعتهم ،لان الحكام والسلاطين لا يجدون افضل من الدين كتجارة رائجة... 
ومع الاسف ويترسخ مفهوم خاطئ عند عامة الناس ان وجود هذه الاحزاب هو ديمومة للدين والمذهب ،و حاشاه الله أن يجعل من الفاسدين والعمائم الزائفة وسيلة لديمومة هذا الدين العظيم الذي تجلت به  كل معاني الانسانية والقيم العليا والسماحة،فكيف لهذا الدين الذي اتى به اعظم انسان منذ خلق الوجود،أن تكون ديموته على يد مرتد عمة سياسي ومن يصدق ويؤمن بهذا الفكر الجاهل والبائس ما الا هو انسان ضعيف متحرك الايمان...  
لقد اجاب عبد المطلب أبرهة صاحب الفيل ، لما سأله أن يرد عليه ماله ، فقال : سألتني مالك ولم تسألني العدول عن قصد البيت مع أنه شرفكم فقال  إن للبيت ربا يحميه...
يجب على المجتمع ان يفهم ويعي ألاعيب السياسية الدنيئة التي تلوث وتفسد كل شي من اجل مصالها يجب ان يعي المجتمع المؤمن ان للدين رب يحميه وأن الناس عرفت وأمنت بالدين عن طريق الرسل والانبياء  بعد اثبات البراهين واظهار  المعاجز وايمانهم في قلوبهم لا يزعزعه شعار او خطاب،وليس الناس أمنت وعرفت الدين والمذهب عن طريق سياسي أو جهة ما... 
حتى لا تكون ضحية لمشاريع سياسية فاسدة واهية وتسبب بضياع مستقبل أجيال... 
 يجب على الجماهير ان تميز بين الاسلام كدين وحضاره وبين الاسلاميين (الاسلام السياسي ) اصحاب الحركات  والتجمعات والكتل الاسلامية والجهادية...  
فالدين قيم عليا ومبادئ اخلاقية وسماحة والسياسة مصالح ومجاملات بلا قيم ولا شرف وكما وصفهم  أنيس منصور (السياسة فن السفالة الانيق )،يجب أن يكون المعيار الحقيقي للانتخاب هو الوطنية والكفاءة والولاء للوطن وشعبه ،وليس معيار الانتخاب العشيرة او الطائفية او المذهبية او المناطقية ،وهذا المعيار كانت ومازالت تدعوا اليه "المرجعية العليا" في كل دورة انتخابية ان يكون المعيار الوطني هو الغالب ،فأين "اتباع المرجعية" وكلامهم نحن طوع امرها؟ 

في الأونه الاخيرة سلك كثير من الشباب الالحاد بحجه الاحزاب السياسية الاسلامية باعتقادهم انها تحكم بأسم الله وسببت بظلم وجوع وقمع  واصدار فتاوي قتل وخراب بلد كامل لعشرات السنين ، يجب ان تفهم الجماهير هذا المفهوم الخاطى، ان الله سبحانه وتعالى ورسله وانبيائه واوليائه براء كل من يحكم بأسم الرب او بالدين ، فالدين لا يختار رجالاته بل رجال الدين يختارون الدين ويفسرونه حسب أهوائهم السياسة ومصالحهم الشخصية محصن بغطاء ديني ليمنعوا الجماهير من النقد والاحتجاج اذا تسببوا بظلم الرعية  بحجه القداسة والتقديس وخطوط حمراء... 

العالم المتقدم  يتنافس بكل ما اوتي من قوة ومن خلال برامجه الانتخابية تتظمن مشاريع التنمية والاقتصاد والضرائب ،ورسم علاقات خارجية تتبنى مصالح الدولة والمجتمع اولاً ، ان دل على شي دل على وعي المجتمعات وثقافتها ومعرفتها ومراقبتها للعملية السياسية ، عكس مجتمعاتنا التي تعيش في ضحل الوهم وتشدد والتفكك الاجتماعي... 
لا يوجد هنالك صراع بين الدين والعلم
‏أو بين الإيمان والمنطق
‏الصراع بين رجال الدين المزيفون الذين لفوا خرقًا على رؤسهم فكانت علينا اضر من ابي جهل وبين المجتمع المطالب بحقوقه، وبين التدين المعتاد وحاجة الواقع لتغيير مفاهيم باتت منفرة من الدين.
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟