وزير خارجية صدام حسين يحضر مؤتمر بغداد لاسترداد الاموال العراقية المنهوبة
2021/09/16
 
716

عدنان شاكر 

قبل الإحتلال الأمريكي كانت طروحات ودعايات  المعارضة العراقية في الخارج تتحدث عن إقامة حكومة تكنوقراط من عراقيين مغتربين يعيشون في أوروبا وأمريكا ، بمعنى حكومة تضم كبار العلماء والأكاديميين وحملة الشهادات العليا والخبراء المتخصصين ستنقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة . هكذا صوروهم لنا كجراحين محترفين يحسنون استخدام مباضعهم لاستئصال عِلَلْ الدكتاتورية والتخلف من مجتمعنا والرقي بالإنسان العراقي على ضوء ما تعلموه وشاهدوه في الدول الديمقراطية المتحضرة التي عاشوا فيها . وقد كنا نظن أن العراقي الذي شهد ثلاثة حروب مدمرة وحصار اقتصادي جائر لم تشهده الإنسانية من قبل سينعم بالعيش الرغيد والخير والأمن والسلام في ظل النظام الجديد الموعود . ولكن لم نكن نعلم ان الوافدين من الدول الأجنبية كانوا يمارسون النصب والاحتيال والتهريب ، والبعض الآخر يعملون في الجوامع والحسينيات يجمعون التبرعات وأموال الخمس ، وقادتهم يتسكعون كالشحاذين على أبواب السفارات الأجنبية يبيعون أسرار وطنهم للأعداء ، ولهذا سرقوا البلد ونهبوا خيراته وجعلوا أبنائه فريسة للفقر والعوز والموت والتهجير .
طارق عزيز ( ولمن لا يعرفه من الجيل الحالي ، هو وزير خارجية صدام لسنوات طويلة ) ، سُئِل مرة من قبل إحدى المحطات البريطانية وكان ذلك في سنة 1996 : كيف تتعاطون مع المعارضة العراقية ؟ 
أجاب طارق عزيز  : لا توجد معارضة عراقية .. رَدَّ عليه  مقدم البرنامج بدهشة واستغراب ، كيف لا توجد معارضة وهؤلاء الذين يعقدون ندوات واجتماعات في لندن ودول أوروبا وطهران !!
قال طارق عزيز : هؤلاء ليسوا معارضة .. إنما لصوص هدفهم الاستيلاء على الدولة ونهب أموالها ، وهم يعملون لصالح الدول التي تمولهم وليس لصالح العراق .
بعد ربع قرن من هذا اللقاء التلفزيوني الموثق ، للأسف صدقت نبوءة طارق عزيز وخابَّ فَأْل العراق والعراقيين ، وتبين حقًا إنهم مارقين وفاسدين وسراق لا ينتمون الى وطن ودين وشرع وملة .
اليوم وإن لم يحضر طارق عزيز مؤتمر بغداد بجسده إلا أن نبوءته الصادقة تكاد تكون هي الحاضر الحقيقي الوحيد في هذا المؤتمر . وإنه من المؤلم والمحزن والمبكي والمفجع إننا لم ننصت لحكمة التاريخ التي تقول : من خان وطنه يوماً لن يكون مخلصًا له أبداً .
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟