(الجنس).. بعيون راهب الفلسفة!
2021/09/14
 
229

حسين الذكر

 

(المرأة تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها). حكمة فحولية.

بعض الحكم والامثال ما تواردت عليها شعوب العالم بمختلف ازمنتها لتصل لذروة بلوغ ذات المعنى والدوران بمحوره.. حتى غدت مقولة: (ان السمك مأكول مذموم) .. حكمة متفق على مخرجاتها وفقا لحقيقة السمك كمصدر للطاقة الغذائية مطابقة للتشريع والقانون الذي اباح مذابح الأسماك في كل زمكان . الا انه يذموه في ختام الولائم لزفرته وعظامه المانعة لشراهة الاكل العشوائي ..

كنت اقلب اقوال الحكماء فعجبت من ذلك التجني على الخالق قبل المخلوق في النقد اللاذع للمراة الميؤوس من صلاحها بما ذهب البعض اليه ..! فيما عدها البعض مجرد وعاء للوجود الإنساني على كوكب الأرض .. مع عظيم من قال : ( وراء كل رجل عظيم امراة اعظم ) .

ينبئنا مدوني التاريخ العربي ان قصور ومواقع الحكم العربية مزدحمة بعشرات بل مئات ... جميلات العالم :( كواعب وصيفات وحرائر وأماء وجارية وغانية وخليلة .. ) يقبعن بين جدران مخادع العروش منتظرات ارضاء باطن الأمير المشغول عن حروب الامة بشهوانية تعد من اشهر  موقعة في المضاجع  .. الا اننا لم نقرا الكثير عما كتب عن النساء في حياة الفلاسفة وتعاطيهم مع هذا العطاء السماوي لفحولات اهل مملكته الأرضية .

في معمعة سلطان الوعي المنازع لسلطان الغباء .. سؤل شوبانهور ذلك الحكيم المتشائم عن الحب المسكوت عنه في دهاليز الفلسفة كمادة خام برغم اعجوبتها الا انها ظلت بعيدة عن معبد الفلسفة واجتراح مباضعها ، فقال ( لا بدّ أن تظهر علينا إمارات الدهشة؛ لأنّ موضوعاً يحتل دوراً بهذه الأهمية في الحياة الإنسانية لم ينظر إليه الفلاسفة بعين الاعتبار ) . شوبنهاور هذا هو نفسه الذي طالما أظهرَ كرهاً شديداً للحياة قلَّ نظيره في تاريخ الفلسفة .

منذ مهد اكاديميات الطب في شكلها المتداول آنذاك كان حكيم اللذة  الطبيب ابيقور يصرح بجرأة ثابتة : ( سيكون خطاب الفيلسوف خاوياً إذا لم يُسهم في شفاء ألم النفس ) .. بصورة جعلت مونتين حاكم بوردو ( ذلك القصير العريض ذو المظهر المنفر بشعره المقرف كما وصف نفسه كمفعم بالنشاط وغوايته الاستثنائية للحسنوات ) ، يتسائل عن مدى تناقض الفلاسفة ممن يفنون أعمارهم لتخفيف الام النفس فيما يبتعدون عن صلب اللذة القابع في سر الانثى كصانع للحياة وشريك أساسي للإنسان . في تعقيب ساخر ومثير على تقولات الناس بمونتين فضلا عما قاله ذلك المتعوي الفرنسي عن نفسه .. علق ديناميت الفلسفة ( نيتشة ) عن الاب الروحي واستاذه قائلا : ( يجب التمتع والاستمتاع بالحياة بأكبر قدر ممكن ) .

 

لا يمكن لاي باحث في شهوة الحكماء تجاوز حياة الفيلسوف الألماني كانط التي كانت عبارة عن لغز مُحير، بعد ان عاش ثمانية عقود بلا زوجة ولا علاقات عاطفية من أي نوع .. مع انه القائل : ( من الأفضل أن تكون مجنوناً بالموضة على أن تكون الموضة خارج حساباتك ) . مؤكدا : ( افضل الموت على ان اكذب مرة واحدة في حياتي ) .. هذا الرجل الزاهد او شريف الحكمة كما يذهب البعض في تسميته لم يعاشر امراة تحت أي عنوان سرا ولا علنا .. مما جعل اغلب الاستنتاجات التي وصلها عن طريق الحكمة يعتريها الشك بعد ان ظهرت تصريحاته كانها طوباوية حياة لا واقع فيها .

قال احدهم : ( حب النساء طاغية لا يقبل شريكاً.. وديكتاتور يريد أن يخضع جميع عواطف الرجل لإرادته ) . هنا لا يمكن لنا كعرب ان نختم دون ان نطوف حول قبر الحكيم الشاعر السوري نزار القباني ذلك العربي الصريح الذي ضم بين ذراع حروفه المراة بكامل انوثتها وتوهجها المفرط بالحب والوداعة وسير الغرابة والاغتراب حيث قال : ( خمسين سنة حملت المرأة على أكتافي وقاتلت من أجلها وفي سبيل قضيتها لكنها في عز المعركة تركتني وذهبت إلى الكوافير ) .

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟