جائحة كورنا ووعي الشعوب
2021/09/10
 
1580

ماهر عبد جودة




جائحة كورنا ووعي الشعوب في القضاء عليها. 
لم يكن الجنس البشري..منذ إن أراد الله له إن يكون موجودا على الكره الارضيه..قد عاش حياة بلا تحديات..ففي كل فعاليه يقوم بها وكل إنجاز يحققه..يواجه عقبات وموانع..لاجل تجاوزها فهو بحاجة إلى مؤازرة الآخر وعونه في خبرته العقلية والجسديه..ومن مجموع التحديات والحلول..وعوامل التلاقح وتبادل المعارف والعلوم في شتى الميادين..اصبح هناك رصيدا أخذ ينمو ويتراكم مع الزمن. 
فقد واجه الإنسان الكوارث المختلفة..الفيضانات على سبيل المثال..فتعلم انشاء السدود وخزن المياه..وصناعةالقوارب والسفن لركوبها من اجل النجاة والتنقل. 
وواجه ظروف المناخ القاسيه البرودة والحرارة..وصنع لها مايلائمها من ملبس ومسكن..وقاسى الحروب والغزوات وحملات الاعداء واجتياحاتهم..فاعد لهم معدات الحرب اللازمه من الدروع والخنادق والقلاع الحصينة. 
وعمل الشيء ذاته مع الأمراض والأوبئة المختلفة..وقد كانت من الشدة والتأثير إنها كانت تفتك بالملايين وتنهي شعوبا واقواما بكاملها..كالملاريا والطاعون والسل والجدري والكوليرا وغيرها..وكان تعامل الإنسان معها في البداية قائم على استحضار الأرواح والقوى الغيبيه..ثم تحول إلى استخدام الأعشاب الطبيه وبعض المواد الكيمياويه..وقد برز الصينيون في هذا المجال وتميزوا عن غيرهم من الشعوب الأخرى. 
ظل هكذا الإنسان في تعامله مع كل تلك الظواهر والأحداث..يضيف علما ومعرفة ومفهوما ويصحح اخطاء ..حتى توصل إلى شتى انواع العلوم والاختصاصات وصار لكل علم فلسفته ورصيده ومرجعيته..القائمة على الاسس التجريبية والمختبريه.. كعلم الوراثة والكيمياء والبيلوجيا والرياضيات والذرة والضوء واللقاحات وغيرها. 
ومانحن بصدده اليوم..إلا وهو جائحة كورونا..وماسببه من  رعب وخوف لدى شعوب العالم..وعطل معظم النشاطات الاقتصادية واثر بشكل سلبي على المستوى المعاشي لمعظم البلدان وخصوصا الفقيرة منها..فإنه فايروس كأي الفايروسات الأخرى ألتي تسبب اضرارا صحيه بالإنسان أو الحيوان..وأن العلماء يعرفوه جيدا ومنذ زمن بعيد..لكنه لم يكن يصيب الإنسان من قبل ..بل كان منتشرا بين أنواع من الكائنات كالخفافيش والافاعي..لذا لم يفكر العلماء في تصنيع لقاح له اسوة بباقي الفايروسات الأخرى ألتي كانت تصيب الإنسان وتفتك به كتلك التي ذكرتها آنفا. 
حدوث طفرات في جينات  هذا الفايروس جعلته ينتقل إلى الإنسان ويسبب له أضرار صحيه بليغه..خصوصا أولئك الذين يعانون من ضعفا في جهازهم المناعي أو الذين يعانون من أمراض مزمنة والطاعنين في السن..فيما لم يكن له التأثير الصحي الكبير على فئات الشباب وذوي الجهاز  المناعي الكفوء والحصين. 
وقد ظهرة الإصابات الأولى التي سببها هذا الفايروس في أحد مقاطعات الصين في العام ٢٠١٩ ثم انتشرت الإصابات سريعا إلى كل انحاء العالم تقريبا ..واوعزت الدول المتطوره وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية..لكل الشركات المصنعه للادويه بالاستنفار التام للوصول إلى انجح السبل واقصرها لمواجهة هذا الفايروس والقضاء عليه..مثلما تم القضاء على غيره من الأمراض التي كانت شائعة وفتاكه. 
فقد اهتدى العلماء في مختلف المؤوسسات المختبريه والصحيه..وفي خلال أشهر قليله إلى تصنيع لقاحات ناجحة..بالاعتماد على التجارب الكثيره المعتمده في هذا العلم ومنذ مئات السنين..ثم تم تجريبها وبنجاح على عينات من المتطوعين ..فاعطت منظمة الصحة العالمية الضوء الأخضر لهذه المؤسسات العلميه الشهيره والعملاقه بتصنيع تلك اللقاحات وتوزيعها .
وفكرة اللقاح هو منح الجسم مناعه ذاتيه تمكنه من تصنيع اجسام مضاده لهذا الفايروس ومهاجمته حال دخوله إلى جسم الإنسان بحيث لايتوفر له الوقت الكافي لإكمال دورة حياته واستنساخ نفسه داخل الخلايا..وبالتالي موته خلال أيام دون إن يكون له التاثير الصحي السلبي أو التسبب في عدوى الآخرين. 
وقد نظمت الدول المتطوره حملات تلقيح واسعه وبخطط محكمة ووفق اولويات العمر والاصابه بالأمراض المزمنة وطبيعة العمل. 
الملفت للنظر إن تلك الشعوب الأكثر وعيا واستنارة تتسابق لحجز تسلسلها وتتهافت للحصول على الجرعات اللقاحيه..ولم يمضي سوى عدة أشهر على بداء حملات التلقيح..وإذا بمئات الملايين من شعوب تلك البلدان قد حصلت على جرعتي اللقاح..وشهد العالم انحسار كبير بعدد الإصابات..وبداءت الآمال تنتعش بعودة الحياة الطبيعيه..فعادة المدن الصناعية إلى فتح ابوبها ونشطت حركة التجارة والتبادل السلعي..وعاد اقتصاد العالم للتعافي مرة اخرى.
ويعكس ذلك ثقة تلك الشعوب بالعلم وايمانها المطلق به..ولم تستمع إلى الدعايات والاكاذيب المغرضه..التي ظلت تدعوا الناس إلى عدم أخذ جرع اللقاح..وتشكك بمفعوله أو أنه قاتل ويسبب العقم..وغاية هذه الأصوات هو الفوضى ومحاربة العلم والحضارة وكل إنجاز من شأنه خدمة الشعوب وديمومة رفاهيتها. 
نهيب بابناء شعبنا إن يكونوا أكثر وعيا واستنارة في مواجهة هكذا حملة شعواء ظالمة..يقودها الطابور الخامس وأولئك الذين ينتمون لزمن ماقبل ٢٠٠٣ وغايتهم ابقاء العراق ضعيفا ويسوده الارباك وعدم القدره..وهم لايدعون لعدم التوجه للمراكز الصحيه لأخذ اللقاح فقط بل يدعون إلى مقاطعة الانتخابات وافشال تجربتنا الديمقراطيه وقبرها..فحذار ثم حذار إن نصخي لتلك الأصوات النشاز وأن نضرب المثال الحسن أمام شعوب العالم بايماننا بالله والعلم وأن نتسابق إلى تطبيق الإجراءات الوقائية والصحية وأولها أخذ اللقاحات..بحيث إن أكثر من نصف شعبنا قد أخذ التحصين المناسب وقبل نهاية هذه السنة إنشاء الله. 
فوعي الشعوب هو خير سلاح في مواجهة الكوارث وتحديات الأعداء.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟