صِنَاعَةُ آلهِة المُجْتَمَع!
2021/09/08
 
1305

علي حبل المتين

 

 كان أحد البدو يرعى أغنامهُ في البادية فمرت عليه طائرة نفاثة

 تعجب! كيف تطير كومة الحديد هذه وبعد طول التأمل أرتجل بأهزوجته الشهيرة مخاطبًا الذات الإلهية (متعجب خالق بعيره)

 وأصبحت الأهزوجة متداولة عند ظهور كل شيء جديد...

 شيخ قبيلة يموت ترتجل قبيلته تعظيم وإجلال له مخاطبة الذات الإلهية (الله احتاجه ودز عليه) كاسرة كل التابوهات غير مبالية لها [همج رعاع]...

 وأخيرًا وليس أَخَّرًا الأهزوجة الشهيرة التي ألمت بنا كل بلاء وسوء (علي وياك علي) وهي بمعنى أن الإمام علي ذلك الرجال الشجاع الذي ما استغاثه أحد إلا ونصره يعينك سواء كنت ظالمًا آو مظلومًا، وما أن يهتف بها أحد وسط الجموع إلا وتجدهم ما انبروا إلا هتافاً دون الحذر [ لم يستضيئوا بنور العلم ] ومراعاة استخدام الكلمات ومعرفة معناها المحدد ولكن من هو وماذا يريد وماذا سيقدم؟

 لا أحد يعلم! كان بالإمكان أن يكون كل فرد منهم مقامه...

 هذه الأهازيج يراد منها إثارة روح الشهامة والمروءة في الشخصية المقصودة وتشبيهها بذلك المقصود دون معرفة المعنى

 [يميلون مع كل ريح] وهل هذه الظاهرة صحيحة؟

 لا أحد يعرف بل هنالك أصحاب مهن يمتهنوها والأغلب منهم يتقاضى أجرًا سواء بالخفاء أو بالعلن والسرب الذي يتبعه بالتريديد واللقلقة لا ينوبهم شيء [اتباع كل ناعق]...

 هي فقط محاولة جمع الأضداد بشخص ليس فيه أي شيء من المذكور وليس المعيار أن الإنسان يقيم بأفعاله وليس بكلماته...

 كأن يزيدوا عليه بعض الغموض وهو بدوره يغطي عقولهم بحجاب كما يلف جسمه بملابس فاخرة، ولكن كلماتهم المزخرفة لن تملئ بطونهم الفارغة من الجوع ولن يهمه إذا كان الناس يتضورون جوعًا أم يعالجون أوجاع الألم [ لم يلجؤوا إلى ركن وثيق ]...

 ما الذي جعله مؤهلًا لازدرائهم  كأنهم نعاج بين يديه؟

 ولماذا كانت الناس تستمع إليه؟

 كل هذه الأسئلة لا تبدو واضحة للوهلة الأولى بل لا تعدوا كونها من المزعجات فلا يوجد أي مؤهلًا ولا سببًا رئيسًا كل ما في الأمر أنه وجدها سهلة الامتطاء غير جموحة ولا عنود ولا يعطي أي ثمن جيد...

 رغم أن هؤلاء المدشتنون له يحجزون أنفسهم وبمعزل عن أي تدخل لفك هذه المحطة التي ستقودهم إلى اللاشيء حتى تدخل العقل بالنسبة إليهم هراء، ستعود عليهم بنتائج متهورة رعناء من حيث كانوا يظنونها حماسية فقط مع اجتهادهم وإرهاق أنفسهم وارتفاع أصواتهم المبوقة كومة من الفراغ كأنهم صدى صوت يعود عليك دون معرفة السبب...

 وفي النهاية لا يمكننا القول غير أنهم مجموعة من الأطفال ليسوا على علم بتكليفهم ولم يكونوا أبدًا بذاك الوعي الذي يمكن أن يجعل من ثرثرتهم المبوقة أن تصيب الآخرين وحركتهم بالشلل وهم يصنعون ويصنمون الذي يجعلهم يثرثرون مقابل مبلغ زهيد قد يكفي لشراء أنفسهم دون اعتذار.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟