ما بعد سايكس بيكو الشيعة والسنة
2021/07/31
 
1764
علي حبل المتين

يقول أحد عراقي الخارج '' من سعداء الحض الحقنا الله بهم في القريب العاجل '' عندما كنت صغيرًا كنا نجتمع كل صباحية جمعة في بيت جدنا وكنا نقيم الصلاة في أحد المساجد القريبة وأثناء إقامة الصلاة وضعت يدياي إحداهما على الآخرة كما يفعل السنة ''التكتف '' لأني كنت أتابع قناة الشباب الخاصة بعدي صدام وكانت تبث آنا ذاك صلاتهم، فالتفت إلى جميع من في المسجد يمازحوني (أنت سني!) ولم أعرف معنى السني إلا عندما اشتدت الطائفية...
 وبعدما حالفنا الحض بمغادرة العراق أخذ يخامرني الفضول ماذا لو كنت قد '' تكتفت'' (أي وضعت يدي أحدهما فوق الأخرى) عند ذروة الطائفية؟ ماذا ستكون عاقبتي؟ هل ستنتهي بالمزاح؟ أم بسفك دمي؟ أتخيل نفسي لو كنت في المناطق السنية الآن وأنا في ذلك العمر وأرى القنوات الشيعة وأسبل يدي في الصلاة ماذا ستكون عاقبتي؟
 الغريب في الموضوع أن مفهوم الشيعة والسنة أو العرب والعجم وكل تعصب فسكان الشمال لا يطيقون سكان الوسط وهكذا كلما اتسعت الدائرة وصغرت مع أنه من أهم تركات المجتمع إلا أنه لا يوجد له إي أصل في التراث الشيعي والسني، وإذا راجعت المصادر ستجد القائل بأن معاوية كان يرسل اتباعه لمساجد الكوفة فإذا رأوا مجموعة من الناس متحلقين حول شخص ينهلون منه قالوا من أولى بالخلافة علي أم عمر، والبعض يقول هي أفعال الحجاج عندما حكم العراق على في الأرض وجعل أهلها شيعًا، وبعضهم يقول من أفعال الإنكليز عندما بعثوا بعض ضباطهم إلى شبه الجزيرة العربية في آخر أيام الحكم العثماني، ولا ينسى جرائم العثمانيين بحق الشيعة في كربلاء والنجف ولكن ينسون جريمة '' اليزيدية التي ذهب ضحيتها عشرة آلاف رجل وسبيت ذراريهم ''
 الخلاصة المستبطنة من الكلام أنها من أفعال الحكام من أجل السيطرة والنفوذ فلا ننسى أفعال الصفويين كلها غطاء شرعي من أجل كسب شرعية الحكم ولكن النتائج تدفعها الشعوب بعد مرور السنين...
 فمعاوية لم يفكر بعواقب الأمور وكل همه السيطرة على المسلمين بعد تفريق الطرف الآخر لأن شيعة عمر كانوا يقاتلون في صفوف شيعة علي، وكذلك كل من تلاه من الحكومات وخير مصداق اتفاق الإنكليز والعثمانيين على حدود العراق والكويت أو اتفاقية سايكس بيكو، وجميل ما قاله ابن خلدون <الفتن التي تخفى وراء قناع الدين تجارة رائجة جِدًّا في عصور التراجع الفكري للمجتمعات>
 إنَّ جميع التقسيمات الاثنية هي من فعل الدخلاء على المجتمعات المراد سلبها حقوقها وجعلها سوق استثمارية هي بالأحرى كمن يطرق عليك الباب ليكون ضيفك فيملي عليك ما يريد وما عليك غير الطاعة والتسليم...
 والآن أيها القارئ العزيز بعدما صدعت رأسك هل تعتقد أن بإمكاننا العيش كما نريد فهي حياتنا التي سنحاسب عليها من خلال الوسائل التي نضعها نحن لا التي وضعت لنا ورغمًا عنا من قبل أشخاص آخرين وهل ستسمع بالمستقبل المستحيل اتفاقية معاوية والحجاج على تقسيم أمريكا وإعطاء واشنطون بكل سخاء إلى الفلسطينيين؟
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟