تاريخنا تسافلي!!
2021/07/26
 
711

حسين العادلي

• ما حدث ويحدث في تونس.. نموذج (الربيع) التحوّلي في منطقتنا، يُثبت: أنّ واقعنا زمن مُستنسخ وليس تاريخاً تكاملياً.

 

• الصدمات الكهربائية لا تُحيي الجثث، إن لم يستجيب الجسد لا تنفعه الصعقات.. كذلك هي الدول الميتة، حيث لا تنفعها صعقات الإصلاح والتغيير.. لأنها وببساطة ميتة على مستوى المفهوم والبنية والديناميكية والوظيفة والتوجيه.

 

• التاريخ لدينا يعيد نفسه، لأنه مجرد زمن دونما أي سُنن وتراكم وتوظيف. ولأن فواعيل ومفاعيل التاريخ عندنا هي هي دونما تغيير بنيوي ببنيتها، فلا يمكنها التطور ألبتة.

 

• أحداث تونس (وغيرها من مسمّى الدول لدينا) تثبت يوماً بعد يوم: أنّ دولنا دول اللا مجتمعات، ومجتمعات اللا دول.. وكل البناءات أفقية (مجتمعية بدائية)، ولا بناءات عامودية (حيث لا مؤسسات وقوى وقيم راسخة).

 

• التجربة تُثبت: أن مسيرة التاريخ (لدينا) تسافلية!! وبيننا وبين الدولة كمفهوم وبنية ووظائف سنين ضوئية، نحتاج لقطعها إلى إعادة إنتاج كبرى للسرديات واليوتوبيات والتراث والذاكرة والرمزيات والقوى، ونحتاج إلى جدليات كبرى تعيد تقعيد التداخل بين الأيديولوجيا والدولة، المجتمع والقيم، الثقافة والسلطة، ونحتاج إلى إعادة تصنيع حداثوي لمراكز التأثير والريادة والقرار المجتمعي السياسي.

 

• ما لم يحدث تحوّل ذاتي (في البناءات الجوّانية) فلا رسوخ وتطور للبناءات (البرانية).. وسيبقى التاريخ لدينا معاق وكسيح لا يقوى على التقدم.

سيبقى مجرد زمن يعيد إنتاج نفسه عند كل دورة تاريخ.

 

• الزمن لدينا يبتلع التاريخ..

التاريخ التكاملي عندنا ضحية الزمن البهيمي..

تاريخنا تسافلي.. يا للغصة!!

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟