فِي رِحَابِ سُقْرَاط
2021/07/24
 
1327

علي حبل المتين

 

كم يعجبني أن أكتب في عظمائنا كالنبي محمد أو الإمام علي ولكن التطرف المذهبي يعكس نظرة الغضب من القراء ''والبعض عندما يسمع بهذه العناوين تصيبه حكة لا إرادية'' ولكن ليس بمستوى الجاحض والاسكافي اللذان دخلا في غارات شعواء مدارها الاجتهادات ومن يذعن بأننا عندما نطرح دراسة شخصية تاريخية نحاول تبيان سيطرتها على مجرى الأمور وتأثيراتها الخارجية ومدى الاستفادة منها...

إما سقراط ليست لديه طائفة لتنحاز إليه ولكنه كان عظيمًا لدرجة تربعه قلوب الجميع ولكن كيف لذلك الشخص الذي ولد من رحم المعاناة لأبٍ نحات وزوجة سليطة اللسان القصير القامة ممتلئ الجسد افطس الآنف متورم العينين أن يحدث هذا التغيير الكمي والنوعي في عصرٍ كانت فيه مدينة سقراط أثينا مرتع للنبلاء ليؤسس المدرسة ''المشّائيّة'' وبدورها كانت منهلًا لباقي المدارس!!! 

لقد كان سقراط يعتقد في نفسه التكليف الوجوبي لتغيير المجتمع نحو الفضيلة كان يسلك شوارع أثينا حافيًا يحادث المارة يبدأ بمن تكون؟ فيجيب سقراط أبن سوفرونيسكوس. وما هي اهتماماتك؟ أن اتحدث مع الذين يودون ذلك. ولاي هدف؟ لكي اساعد العقول على أن تولد الحقيقة. وهل تقوم بذلك طلبًا للنقود؟ كلا.

لقد جعل من الفلسفة سلاحًا يتمكن بهِ المرئ من المصداقية في سلوكه أدرك انها شريعة أخلاقية لايمكن أن تقوم على دين ضعيف كالدين الذي امنت به أثينا في ذلك الوقت لتصبح مأوى المتبجحين،يجب على الدولة أن توعي الناس بما هو في مصلحتهم وتعلمهم أن ينظروا إلى النتائج البعيدة لتصرفاتهم الحالية وبذلك يكون العقل والحكمة هما أساس المجتمع، لذاك يجب يجب تقديم المعرفة في أتخاذ القرارات التي هي في صالح الدولة ولا يجب أن تؤخذ القرارات بناء على رأي الأغلبية فقط، ولم ينحصر دوره بالنصيحة بل تقدم للإرشاد فمضى في طرح افكاره التي أدت به إلى محمكة الإعدام فكانت رسالة بليغة المحتوى أن المصلحَ يتحمل تبعات أفكاره وتصديه لهكذا مهمة عظيمة فكيف لحكومة إذا كانت نفسها حكومة تسودها الفوضى والسذاجة تحكم ولا تساعد وتأمر ولا تقود فلا غرابة أن تعم الفوضى البلاد التي يسودها الجهل...

لم يكن سقراط يتقاضى مالًا مقابل أحاديثه ودروسه اذ أعتبر نفسه منشغلًا برسالة مفروضة عليه وهذا ينم عن مخالجة نفسه حس المسؤولية فقد عرض عليه تلامذته أن يدفعوا له ثمن حياته أو يقتحموا السجن لتهريبه ولكن كان يقول لهم تخيلوا مدينة لا يحترم سكانها القوانين ماذا يكون؟

حالها وفي الشطر الأخير من حياته قبل تجرعه السم الزعاف أوصى تلامذته ( لقد حكم عَلِيَّ بالإعدام وهذا لا يحزنني بل يسعدني أنني إنتصرت ومع أن الناس يعدون الموت أكبر الشرور وأقساها إلا أنني اخالفهم في ذلك وأفضل الموت حرًا على أنا أعيش عبدًا )...

ليبقى سقراط منارًا يهتدي به العضماء من السلف ومن سيأتي...

سألتُ آحد أساتذتي يومًا هل تتوقع أن يكون سقراط نبيًا جهله قومه؟

أجابني لم يثبت عندنا بالدليل نبوة سُقراط ولا نستطيع الجزم بها ولكن ما قام به سُقراط هو عمل الانبياء تخليص الناس من الجهل'' الجهل رذيلة والعلم فضيلة'' فكم نحتاج في زماننا هذا مثل سُقراط سأترك الإجابة أليك آيها القارئ العزيز.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟