اليوم: - أريد أكتب عن وضع السيد الكاظمي وكيف يدير الحكومة !؟
2021/07/21
 
2869

بقلم: سمير عبيد

 

أولا: - جميعنا نعرف الظروف والمماحكات التي أدت الى تكليف السيد مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة. ولكن لمن لا يدري(وهذه أسرار )!

١-فلقد طُلب من الكاظمي ان يشكل الحكومة عام ٢٠١٨ ولكنه أعتذر، ونصح بالذهاب الى السيد عادل عبد المهدي ليكون رئيسا للحكومة وكحل وسط. وفي نفس الوقت أرضاءاً للمجلس الاعلى الذي وصله الدور ضمن ترتيب أخذ رئاسة الوزراء حسب أتفاقية واشنطن عام ٢٠٠٢ مع الفصائل السبعة التي عقدت اتفاقية مع الولايات المتحدة السلطة والحكم مقابل عدم التدخل في المشاريع الاميركية في العراق!

٢-وعندما استلم السيد عادل عبد المهدي ( كان يعلم السيد عادل بأن الكاظمي رئيس وزراء ظل) ولهذا لم يُغيره من جهاز المخابرات رغم الطلبات والضغوطات التي كانت تنهال على عبد المهدي لأخذ جهاز المخابرات من الكاظمي...ولكن هناك جهة  أرادت المناصفة برئاسة الوزراء  مع المجلس الاعلى ( سنتان للمجلس.. وسنتان لها) في رئاسة الوزراء فرفض المجلس والسيد عادل حينها لأن هذه الجهة الثانية فتية  .

#فذهبت تلك الجهة الثانية  فقدمت الى عادل عبد المهدي ملف التصرف (بالنفط الاسود) في العراق أي يكون من حصتها ( وهي ثروة كبيرة جدا) فرفض عبد المهدي التوقيع لها .فمباشرة هددته و شغلت ماكينتها وبدعم خارجي ملحوظ  والتحقت بها اطراف داخلية والحجة ضد الاتفاقية الصينية وان هناك ضحايا بسبب المظاهرات التي حركتها هذه الجهة ومن ثم جهات اخرى التحقت بها كانت تحلم بولاية ثانية وثالثة  فتم أسقاط حكومة عبد المهدي!

٣-وهنا جاء الدور الطبيعي الى السيد مصطفى الكاظمي والذي هو رئيس وزراء ظل بجوار عبد المهدي. اي العودة الى اتفاق الاصل ورغبة واشنطن بالاصل ان يكون الكاظمي رئيسا للحكومة . وعندما كسرت عن انيابها هذه الجهة التي ورد ذكرها وانياب جهات اخرى لتأخذ رئاسة الحكومة هنا قُرر قطع الطريق على الجميع بالكاظمي ف:- 

أ:- دُعم الكاظمي لقطع الطريق على طموحات الجهة التي شاركت بنسبة كبيرة بعملية أسقاط حكومة عبد المهدي  و ارادت الاستيلاء على رئاسة الوزراء وهناك جهات اخرى اندفعت بنفس الاتجاه . هنا أضطرت هذه الجهة على القبول بالكاظمي رغم انفها. ولكن بشرط اعطاءها النفط الاسود. وبعض الوزارات المهمة والنفوذ وحصلت على هذا وعلى مراحل فبات دعمها للسيد  الكاظمي وحتى اللحظة  نفعيا !

ب:- هناك اتفاقيات دولية وقعها العبادي وهي غير معلنة( سرية)  مع الجانب الاميركي وجانب البنك الدولي وجهات دولية .والعراق مُلزم بها .وان السيد الكاظمي بحكم موقعه الاستخباري وقربه للولايات المتحدة كان يعلم بالكثير منها  . فأختير الرجل لمنع العراق من الذهاب الى المجهول بقرارات دولية خطيرة وراءها واشنطن والبنك الدولي، وفي نفس الوقت محاولة الايفاء بتلك القرارات ولكن بأقل اذى للعراق بحيث فرض بعض الورزاء من تلك الجهات الدولية لحصار الكاظمي - وبالتالي لا تتوقعون ان الكاظمي حر ولديه الحرية المطلقة بالقرار  !

ج:- فليس دفاعا عن الكاظمي ولكن دفاعا عن الحقيقة . فالرفض والاستهزاء بسياسة الكاظمي والشتائم ضده احيانا هي غير منصفه ابدا . لأن من ورط العراق هو العبادي وحكومته. وما الكاظمي الا اسير لما وقعه العبادي سراً مع امريكا والبنك الدولي وجهات دولية ولما وقعته حكومات قبل العبادي ايضا ولكن الطامة الكبرى في عهد العبادي الذي كان موصى به لولاية ثانية ليكمل ما وقعه ولكن المتغيرات الدولية والاقليمية فرضت تغيير العبادي بشخصية اخرى  !    

 

#ثانيا :-

هنا أصف لكم وضع السيد الكاظمي :-

١-جميعنا نعرف ان السيد الكاظمي ضحية من ضحايا نظام صدام. وكان معارضا  ضمن المعارضة العراقية  . ولكنه قطع انتماءاته السياسية مع المؤتمر الوطني ومع جهات سياسية اخرى عندما أصبح رئيسا لجهاز المخابرات. وبالتالي فعندما تكلف بتشكيل الحكومة ( كان بمثابة انقلاب ناعم بمرحلته الاولى) أي لأول مرة تبتعد رئاسة الحكومة من العائلات والكتل  السياسية المهيمنة على النظام السياسي في العراق. وكانت هذه الخطوة ممتازة من وجهة نظر كثير من العراقيين وعلى الرغم من حالة التوجس.فالكاظمي جاء من رحم توافقات دولية واقليمية وداخلية دقيقة جدا  ولم يأت من حزب او كتلة او عائلة سياسية مهيمنة .

٢- عندما جلس الكاظمي ليشكل حكومته وجد نفسه محاط بحيتان وديناصورات وحتى أفاعي من نوع الكوبرا .وكل حوت ويناصور وكوبرا تريد حصتها والا تنهشه نهشاً وهو العود الطري الذي جلس تواً في كرسي رئاسة الوزراء. فوجد نفسه من الصعب بل المستحيل تشكيل حكومة من خارج هذه الكائنات فرضخ الرجل .ولكنه فرض عليهم عدم ترشيح ( وجوه محترقة ويكرهها الجمهور ) وبالفعل تم ترشيح مدراء عامون في الوزرات وبتزكية ( المحاصصة ) وتشكلت الحكومة والكل صفق لها وباركها لانها انخرطت في المحاصصة ايضا (وهذا واقع) . الدول المؤثرة في العراق هي الاخرى فرضت وزيرا هنا وقائدا هناك ومسؤول بينهما !

٣- ولكن السيد الكاظمي قدم برنامجه الحكومي ووافق عليه البرلمان بشروط تنفيذها وهي :-

١- العمل على صد وباء كورونا  وتقليل الأصابات

٢-تهدئة الشارع واستتباب الأمن

٣- التحضير الى انتخابات مبكرة

*السؤال :- هل تحققت هذه التعهدات الثلاثة ؟

 

#كيف يحكم الكاظمي ؟

هنا أوصف لكم حكم الكاظمي .

١-فالكاظمي جالس في الكرسي وحوله حيتان خطيرة ومتعودة على النهش والبلع طيلة ١٦ سنة.ولكي يسلم على نفسه الكاظمي من الافتراس أصبح يلهي هذه الحيتان ( اي يوزع عليها اللقيمات واحيانا الولائم لكي تهدأ) حتى يشعر بالأمان ويمارس عمله بمساحة من الأمان!وكل واحد منكم يتخيل نفسه في هذا الوضع !

٢-الكاظمي حائر  ان مارس استراتيجية الردع ضد الخارجين عن القانون وضد السلاح المنفلت فهو لن  يأتمن من تلك الحيتان ان تبتلعه. ومن ثم سوف تشيع ان  ابتلاعه وتغييره لصالح الوطن  وانها مارست الدفاع عن الوطن واللحمة الوطنية فقررت الانقضاض على الكاظمي  ! 

٣- وكذلك هو حائر ان ذهب بالصدام مع الفصائل المسلحة وحتى الحشد لارضاء امريكا واطراف خليجية واخرى  فهنا سوف تنقلب عليه الحيتان وتأخذها  حجة على انها وطنية ، وحتى الشارع الشيعي كله سينقلب على الكاظمي لان الحشد يمتلك تاريخ مشرف والفصائل تقود مشروع مقاوم ضد بقاء القوات المحتلة  .وحينها سوف ينزلق العراق نحو الحرب الأهلية !

٤- كل ما تقدم جعل الكاظمي يمارس تارة سياسة الأحتواء الحذر ، وتارة يمارس سياسة تبويس اللحى ، وتارة يهرب من الوضع المحلي لينقل رسائل بين ايران والسعودية ، وبين ايران وامريكا ، وبين بريطانيا والجهات الدينية والسياسية في الداخل وهكذا .ومرات يذهب لتلبية ضغوط دولية مثلما حصل في قضية القمة الثلاثية التي ضمت مصر والاردن اضافة للعراق .. الخ ! 

 

فهذا هو الوصف الدقيق لادارة الكاظمي !

فالكاظمي في موقع لا يُحسد عليه !

 

سمير عبيد

٢١ تموز ٢٠٢١

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟