شماعة الدين
2021/07/10
 
1714

علي حبل المتين

يقول أحدُ ذوي العلم أحتكم عندي شخصان ومن الطبيعي أن يكون الحق لأحد المتخاصمين وبعد الافتاء تبسم وانهال عليَّ مديحًا من كان الحكم بجانبه أما الثاني الذي كان الحكم كالمُّج في فيهِ عبوسًا ولم يضمر  ماكنت نفسه تجاهي بل ذلق لسانه جاهرًا أنت لاتفهم والذنب ذنبنا احتكمنا لديك!

فأجبته هذه الفتوى نصًا ولم ائتيَّ بشيءٍ من لدُني...

فتذكرت من الأمثلة الجميلة عندنا (شماعة الملابس)...

فالدين بالنسبة للعامة إذا تعارض مع مصالحهم ضربوه عرض الحائط وكم شهدنا مثل هكذا أمور وما ذكر خير مثال فالإنسان لا يحب أن يكون خاطئًا ولا باطلاً حتى مع أيقان نفسه بل يسعى وجل سعيه ليكون هو المستفيد اما الاخرون فلا مناص من ضررهم...

فالدين  يكون أفيون الشعوب التي اعتادت على العبودية ومن الصعب أنْ تخرجَ مجتمعاً من هذا الحيز وهو حيز العبودية المطلق الذي أعتاد عليه منذ نشوءه فيسيرون بعدة طرق ومن ضمنها الدين فذه الشعوب تبقى تندب حظها لماذا نحن هكذا والباقون افضل منا وهم يصدق عليهم قول الإمام علي: إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار...

ويكون شماعة لهم وهم يعبدون عبادة التجارة والعبيد ولا يودون عبادة الأحرار، يودون عبادة الله كيفما يشاؤون وحسب ما يشتهون ووقت ما يريدون.. 

فهم من يضعون الدين ويسوسون التشريع حسب ما تملي مصالحهم فالحلال يكون حرام وقتما ارادوا والحرام حلالًا وقتما شاؤوا فالضرورات تبيح المحظورات فلا تتعجب إذا شاهدت أحدَ معتمري العمة [ وهنا يجب عليك أن تميز بين رجل الدين ومعتمر العمة] الذي يتخذ الدين شماعة لتمرير مآربه وحصده المناصب السياسية وهذا الأمر ليس مقتصر على العامة...

إنَّ كل إنسان إذا لم تصب الأحكام في صالحه لن يتردد من أستخدام الشماعة لأنها النمرقة الوسطى إذا توفرت له الظروف المناسبة فاذا تعارض الدين والمصالح فمن البديهي تقديم المصلحة على الدين وكانت أولى بالاتباع فيما يرمى الدين على قارعة الطريق.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟