لماذا لا نستطيع تقبل أنفسنا؟
2021/06/09
 
1375

علي حبل المتين

قصدت عدة أطباء لترميم أسناني ولكن كل منهم لا يرجح ذهابي للأخر بشفافية واضحة من قبيل : لا أنصحك بفلان ليس يجيد هذا الاختصاص وفلان لا أنصحك بفلان لإنه درس هنا وأنا درست في الخارج ولكن الجميل في الموضوع كلهم شجعوني على الذهاب ألى الكادر (الل....) لآنه يجيد الطب وأسعاره مناسبة!!!
لكن لماذا؟ 
هل لا يودون العمل ؟ 
ولم كل هذا اللف والدوران ونكاية أحدهم عمل الاخر وتهكمه في حين لم يستهجنوا الكادر (الل.....) وتوسع نطاق عمله !؟ 
 وبالفعل عندما قصدتهم وجدت أن كل شيء مختلف عدى  الأدوات و الآلات ولكن الاختلاف الوحيد كان عدم نكاية بعضهم الآخر . 
فأخذني الفضول لطرح عدة أسأله أيمكن ان يكون هذا الآمر في مجمتعنا فقط ؟
و عندما سالت المختص بالتنظيف ماذا تقول في المختص بالحشو والتخدير ؟ 
أجابني متجنبًا التعصب لقد درسنا سويًا وتخرجنا سويًا هو أفضل مني !
لم تكن الاجابة إزدواجية بل كانت دينامكية ! 
أعتقد أن الآمر سهل هو عدم تقبلنا من كنا ندرس معهم ومن عاشرناهم وعرفناهم فأنا لا أستطيع أن أتخيل كيف لأبن محلتي الذي كان يتهرب من المدرسة أو رث الملابس أو أي عيب نراه ، يكون في احد الايام طبيبا أو مهندسًا . 
ومن البديهي لن أتردد عن محاولة تسفيهه عند سؤالي عنه وعن قدراته وكما اتذكر كان أحد طلاب صفنا متميز وعندما طلبوا من آحد زملائه تقييمه قال متهكمًا إنه ليس أهلًا للدراسة واذا تبعتموه بعد المدرسة ستجدوه من رواد المقاهي! 
لآنه بكل بساطة لم يود رؤية شخص آخر أفضل منهُ 
فلو رآه بعد عدة أعوام من ذوي المقامات الرفيعة لن يتردد عن معاملته كما كان يعاملهُ أيام الدراسة غير متوانٍ عن تثبيط الآخرين عن قصدهُ لانهُ وبكل بساطه لم يستطعْ تقبل رؤية حالهُ الجديد متزمتًا منهُ دون أي داع غير مايكن في نفسه 
ببساطة حكم عليه بتفكيره الفلكلوري نكاية به .
فلماذا نندب حالنا وعجزنا ونحن نبني بيننا سدود من عدم الثقة لانستطيع تقبل أحدنا الأخر وكانه سيسلمك إلى المسلخ .

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟