الاستهتار المجتمعي.. تمرد على ذات متهالكة !
2021/06/09
 
419

حسين الذكر

في إحصائية نظرية لكنها لا تخلوا من قواعد مهنية كنت ادون بخازنتي الفكرية والوجدانية وبعضها على الورق ملاحظات بدلالات معينة ..  كلما ازور مدينة ما في جميع محافظات العراق .. الاحظ انتشار كثيف للكوفيات والكازينوهات ... غير ذلك مما يرتاده الناس للخلاص من سام وروتين واحباط الواقع .. يكمن تلك المراكز تعاطي اريكلة ودخان وشراب وامور أخرى تحمل اخطار مجتمعية مؤسفة  .. الاغرب اني لم اشاهد من  يقرا كتابا او جريدة بل غدا من يقرا شاذا برغم اننا امة اقرا التي تحدث عنها القرآن الكريم ..  في ظاهرة تدعوا للعجب وتتطلب الوقوف والدراسة لما يجري بشكل مؤجند لاهداف مرسومة بدقة وعناية فائقة .. 

فحينما تغزو جيوش واجندات العبثية والتمرد مفاصل المجتمع وتتغلغل بكل جزيئياته تحت عنوان الانفتاح والديمقراطية ... فتعبث بمقدراته وتفكك قيمه لا يمكن انتظار معاجز سماوية تحد من مراتع منتشرة تحت يافطة الشبكة العنكبوتية ومواقعها المتغلغلة بشهوة وبطن البعض  بصورة عطلت فيها العقل ومسخت الوعي حتى يغدو الضحية مجرد هيكل تافه متافف يسير نحو جادة الضلال والمصير المحتوم  ..

فحينما يقطع الطريق العام بحجج البيع والشراء يعد استهتارا مجتمعيا ، وحينما يغدو المواطن فرصة ابتزاز من قبل موظفي الدولة يعد ذلك تهور مجتمعي ، وحينما يعبث المواطن في مقدرات المصالح العامة ويحيلها الى مزابل فهذا غباء مجتمعي ، وحينما يقلع مواطن البلاط من الشارع العام ليستخدمه لبيته ومحله فذلك ضياع مجتمعي ، وحينما يصبح التسول ضريبة تفرض على الناس فهي دلالات انقلاب اجتماعي ، وحينما يخطط بعض المعلمين والمدرسيين لرسوب الطلاب من اجل دروسه الخصوصية فذلك انحطاط قيمي .. وحينما تنتشر البذاءات والعهر المخالف للأعراف والقيم دون ان تحرك الجهات الحكومية والمؤسسات المدنية ساكنا .. فذاك يدعو للريبة لكل ما يجري .. فاخطر وافتك البلاء ان يكون حاميها حراميها ..

 

برغم ما جرى ويجري من مفاسد وفاسدين .. الا ان العراق ما زال هو الاجمل من بقاع العالم بنظر ناسه  .. جراء الكرم والخلق والخيرات والروابط التي فيه .. برغم سوداوية المشهد الا ان العراق ارض خصبة معطاء تجود بالخيرين كل حين .. فعلى سبيل المثال لا الحصر الحاج عدنان القريشي صديقي منذ 2004 عرفته رئيسا للمجلس المحلي وظل في موقعه اكثر من خمسة عشر عام كان عونا لابناء منطقته الذين بعضهم اصبح لا يستطيع ان يقضي حاجته الا عبر مساعدة من القريشي .. ومع كل الأموال والمساعدات والاعمال التي قدمها ، الا انه ترك المنصب دون ان يمتلك دارا ولا دينار .. فضلا عن عدم مشاهدته يوما يسوق سيارة خاصة .. كذلك قبل سنوات زرت صديقي الكابتن النائب عباس عليوي معزيا بوفاة المغفور لها والدته وبرغم المناصب والمواقع المهمة التي شغلها الكابتن منذ خمسة عشر عام وما زال .. الا اننا وجدناه يسكن بيت صغير خلفي ما زال يعيش به مع عياله مع انه لا يليق باصغر موظف في الدولة .. تلك الشواهد ليس من عبثية الخيال ولا من القصص الالفية ولا دعايات انتخابية بل هي تعابير ذات دلالة وحسن نوايا من واقع عراقي سيبقى شريف برغم كل العهر المستورد والمؤجند فيه .. ومثل الحاج عدنان والكابتن عباس الاف العراقيين الابرار من كل مدن العراق شماله وجنوبه ومختلف قومياته وطوائفه لكنهم بلا صلاحات او بصلاحيات مقيدة

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟