التسويق الرياضي.. علم لا ( عنتريات ) فيه !
2021/06/06
 
192

حسين الذكر

( التسويق الرياضي ) بصورة عامة علم يمكن له ان ياخذنا مباشرة الى السوق وما يتطلبه من عمليات بيع وشراء للاحداث والمنتجات الرياضية وما تدره من أرباح ضخمة وعمليات تطور انمائي وبنيوي وتربوي ..

السؤال هنا .. هل في الرياضة أموال .. واذا كانت .. هل يمكن استحصالها ... وكيفية ذلك .. !؟

هذه الأسئلة وغيرها ما يتعلق بالموضوع .. أُدركت من قبل المفكر الاقتصادي الاحترافي في العالم المتحضر منذ عقود وعمل على تطويرها بعد ان ادرك أهمية الرياضة وما تستقطبه من ملايين المشجعين وما تستبطنه تلك الأرقام المهولة من اموال ضخمة ظلت عصية على العقول البلهاء والمتحجرة والمتخلفة ... فيما ترجل فارس الاحتراف والعولمة يحصد المليارات باسم الرياضة ويبني العمارات والمنشئات ويقيم وينظم البطولات ويحرز النتائج ويبلغ منصات التتويج ... حتى حول بيئته البدائية الى واحة عالمية سياحية رياضية .. ولنا في قطر والدوحة – على سبيل المثال  لا الحصر - انموذجية قريبة واقعية تستحق الدراسة والتحليل سيما في مجال التسويق والاستثمار والاستراتيج والرعاية وما فعلته من فعل السحر على الواقع القطري عامة والرياضي خاصة ..

علم التسويق – ان جازت التسمية – يعد احد اهم اذرع علم الاقتصاد المعاصر وما له من أهمية وانعكاسات واقعية على القطاع الرياضي وامكانية تطويره .. اذ غزى الرياضة عام وكرة القدم خاصة واسهم في ايصالها الى اوج عطائها بعد ان دخلت عالم الاحتراف بتاثير من العقل  الاقتصادي المدرك لأهمية مصطلحات ومفاهيم جديدة من قبيل ( الاستثمار والتسويق والرعاية والاستراتيج ... ) .. فيما ما يمكن ان نسميه منظومة علوم الرياضة في الحاضر والمستقبل اذ لا يمكن قيادة المؤسسات الرياضية دون اسبقية ادراك هذه العلوم والإفادة منها  .

في العراق منذ سنوات طويلة ثقيلة عقيمة ... تكرشت فيها بطون الكثير من العاملين بالوسط الرياضي على حساب المؤسسات التي هدمت وافرغت اغلبها جراء ما يمكن ان نسميه بسياسة المال السائب وعدم وجود رقابة وحساب ... فضلا عما اشاعته ثقافة الغنيمة والتكسب والتحزب والتعشر والتكتل .... وان كانت بجلباب انتخابي ديمقراطي مشوهة صب كوارثه على حساب الصالح العام والبنية المجتمعية التي لم تتعرض لهذا الكم من التيه والضياع والتسيب من قبل .. برغم وجود الكثير من الكفاءات والاصوات الإصلاحية المحترمة والقوى المهنية ذات الحس الوطني المسؤول ، الا انهم اخفقوا بتغير المعادلة والتاثير على قواعد اللعبة التي افرزها النظام السياسي الجديد والتي بنيت أساسا على المحاصصة البغيضة وعنكبوتيتها التي فقست عداء منقطع النظير للاكاديميين والمتخصصين والنجوم والرموز ... فيما فتحت الباب على مصراعيه للطارئين والمتلونين والانتهازيين الذين نمى وتكرش اغلبهم  حد التشوه على حساب مصلحة الوطن والمجتمع والحقيقيين من اهل البيت الرياضي..

يشهد واقعنا الرياضي المحلي ويعبر عن نفسه من خلال ارقام كبيرة من المشجعين واندية عريقة مشفعة بتاريخ ومؤسسات وجماهير وخبرات واسعة مع ادارت محترمة ... لكنها ظلت – للأسف – تعتمد على المال العام المستحصل بشتى الطرق دون الالتفات الى ما تستبطنه الرياضة من إمكانية لصناعة المال .. اذ هنا يكمن الحل وهنا المنقذ والمطور والمصلح الوحيد الذي لا تصفق يده وحيدا ... دون ان يكون هناك تعاون بناء من عقول وخبرات ولجان تخصص مع وجود صلاحيات ووعي اقتصادي مع حس مسؤول ساعي للتطور والازدهار بعيدا عن بؤر التخلف والشخصنة وكل مخلفات واوجه المحاصصة البغيضة ..

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟