داعش وصناعة القطيع..
2021/05/06
 
154

عمر الناصر

جميع الافكار التي تحمل ابعاداً سياسية عادة ماتكون هي افكار اقرب الى غايات قد تُستغل فيها نقاط القوة للنيل من نقاط الضعف الموجودة في مفهوم الانسانية فبعد كل تحول سياسي او ديموقراطي لاي دولة في العالم لابد ان يشهد داخلها عدة تغيرات ايجابية ام سلبية تلقي بظلالها على المشهد السياسي العام وعلى الوضع الاجتماعي معه ، وفي كل تحول لابد من ان يرافق ذلك ظهور بعض الطفيليات التي طالما تعتاش على تنامي الازمات في جميع الازمنة والتي تعتمد على النسبة المئوية للطبيعة البكتيرية وكمية رطوبة اجواء الحاضن لها، مع نزعات وميول ومتبنيات فئوية وعرقية تنتهز فرصة وجود الفراغ الحاصل نتيجة هذا التحول لكسب حق مغيب او تم تعمد تغييبة بقصد محاولة الهيمنة على بعض المقدرات وبسط نفوذ اكثر من خلاله .

لكل منا ملكة وموهبة يتميز بها عن اقرانه ولكل منا رؤيا مستقبلية ومنظور ملائم لافكاره وقيمة مناسبة لمكانتة ، وموضوع ان تكون لك مهنه تصنع منها ديمومة ملائمة لمقاساتك لجميع الظروف ولجميع المناسبات تكاد تكون مهمة شاقة بسبب عدم ملائمة الإمكانيات لذلك التوجه وضعف الموارد وقلة المؤهلات التي تدفع بها الاتجاه.

فعملية صناعة قطيع مطيع ذو معايير مطابقة لمواصفات معينة يلبي جميع الطموحات وصالح للاستخدام في جميع الظروف السياسية تكاد تكون مسألة شبه معقدة حسابياً وتحتاج لمناخ ملائم وارضية خصبة خصوصاً اذا كانت هنالك اجندات سرية ومصالح دولية واطراف اقليمية لهم دور داخل هذا المفصل الحساس والخطير، فتصبح المهمة سهلة اذا اضيفت اليها كمية من البهارات ونكهات الأفكار الدينية المتطرفة وبعض المطيبات السياسية الاخرى القابلة للذوبان في هذه التجربة، وبوجود اعلام اصفر يستحق ان يكون في صدارة ترتيب اثارة الحقد والكراهية وهذا ماحدث مع حركة ايتا الانفصالية التي انشأت من قبل طلاب متشددين في اسبانيا عام ١٩٥٩، لذا فأن جميع الافكار الراديكالية ومنها داعش ماهي الا افكاراً نظرية بحتة لن تجد لها رواج او قبول عند بعض العقول لو لم يساهم ثالوث المال والاعلام والسياسة في اذكاءها.

انتهى ...

خارج النص / قطيع داعش وليد صراعات سياسية محلية واقليمية تنتفي الحاجة له عند تلاقي المصالح الدولية ...

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟