فقدان حب الحياة!!
2021/05/04
 
207

صادق السامرائي

 

الخطاب السائد على المنابر وفي وسائل الإعلام، وحتى في المواقع والصحف وما تجود به الأقلام، يمكن تلخيصه بغياب حب الحياة وحضور حب الموت.

الخطاب الديني موتي , والسياسي مفعم بالموت , والإعلامي مميت , والأقلام تكتب بمداد التكريه بالحياة وتحبيب الموت!!

ومنبع هذا الإقتراب هو الخطاب الديني أو الفهم المنحرف للدين , الذي يعلمنا ومنذ الطفولة , أن لا جدوى من الدنيا وأنها فانية , ولن نأخذ شيئا معنا , وجئناها نصرخ وبأيادي مقبوضة وسنغادرها بصمت وبأيادي مبسوطة , وما نقوم به محض هراء وسذاجة وجهل , فلا معنى للحياة والمعنى كله للموت , لأن بعده حياة أخرى باقية أبدية فيها متع ما بعدها متع , وسيجلس البشر في جناتها لا يقوم بعمل سوى التلذذ بالأطياب والإنغماس بالملذات.

هذا هو الخطاب التخديري التعجيزي التنويمي التحنيطي التقنيطي التمويتي التخميدي التنكيدي والتدميري , هو الذي يفعل فعله فينا , وبموجبه يفقد العمل قيمته والجد والإجتهاد والإبداع والإبتكار والإختراع , وكل نشاط يساهم ببناء الحياة وتعزيز قيمة الدنيا والإنطلاق السعيد في آفاقها.

وكأن الغاية القول بتحريم الحياة وتحليل الموت , فنحن جئنا إلى الدنيا دون خيارنا , وأنها عبئ علينا , وبدننا ضدنا وفيه من المحرمات ما يجعلنا في صراع معه وإندفاع للتخلص منه.

فالحياة لا تستحق العيش , والخلاص والنجاة في الموت , فالموت يصبح قيمة نبيلة سامية , والحياة قيمة دونية وحقيرة , لأنها موطن الويلات والتداعيات والإستلابات والخرابات والعناءات العاصفة في البشر , الذي إن تمتع بشيئ منها شعر بالذنب الشديد.

وبهذا فالخطاب المتكرر والمهيمن على وسائل الإعلام عبارة عن تذكير متواصل بالموت , وتحقير للحياة والحط من قيمتها وأهميتها ومعناها , ويتحقق ترجمته بسلوكيات معبّرة عنه , وفي هذا جوهر مأساة ومنبع ويلات متعاظمة.

فقل تبا للحياة ومرحى للموت , فهو طوق نجاتنا ومطيتنا إلى جنات النعيم الخالدة!!

ترى هل هذا هو الدين المبين؟!!

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟