التسقيط السياسي خلل مزمن في الاخلاق والقيّم ....!
2021/05/03
 
307

نجم القصاب

تحولت الديمقراطية في العراق بعد 2003 الى فوضى عارمة أكلت اليابس والاخضر على وجه العموم وضاعت في متاهات بيروقراطية الاحزاب المتنفذة في العراق وإرهاب الفساد ودينصوراته التي تجذرت في الدولة العميقة ومزقتها من جميع جدرانها البنيوية , قبل كل موسم انتخابات تستعر نيران التسقيط السياسي للرموز السياسية والدينية وتنشط معها الجيوش الالكترونية والـ "سوشل ميديا " والفوتو شوب والفبركات الاعلامية والاشاعات السوداء, وليس غريباً على الشعب العراقي متناقضات السياسيين وتقاطعهم مع مفهوم الديمقراطية والاستماع الى الرأي الآخر على اعتبار ان الاختلاف في الرأي " لا يفسد في الود قضية " وتحديداً " الانتخابات "كونها الوسيلة الوحيدة لبقائهم في السلطة وادارتهم دفة الحكم حيث تصنف السياسة في العراق والنظام الديمقراطي المزعوم بانهما خداع ولف ودوران ، يصح وصفهما بكذبة العصر الكبرى وسخرية القدر  ومهزلة التاريخ والعقل  ولعب ولغو وبلاء مبين ، ومن يظن ان ثمة امل في الاصلاح والتغيير فهو واهم ولا يفقه من الامر شيئاً ولا من السياسة شبراً, ولأن الظروف تتبدل وتتغير والاشخاص الى زوال  فالسياسة في العراق محصلة هذا التبدل والتغير  لذلك نراها تسببت باهوال وازمات وفوضى وفساد كبير واهلاك للحرث والنسل ، فكلما دخلت امة او طبقة سياسية لعنت اختها وسلفها ، مع انهم يسبحون في فلك واحد هوالمصالح الحزبية والطبقية الضيقة غير مكترثين للمصالح الاستراتيجية العليا وانهم  يفتقرون الى الثوابت السالفة ولديهم ازمة هوية  وازمة ولاء وانتماء ،وهي تحدد ايضاً للدول ضرورات مصالحها القومية وخطوط استراتيجيتها العليا وترسم خارطة طريق نحوها ، تسير وفقها الحكومات المتعاقبة في مسيرة تكاملية وتبادل للادوار لتحقيق الهدف  فتعطي للحياة السياسية معنى وقيمة فلا تعود هذه المصالح العليا مهددة بنزوات ومغامرات وحماقات الطبقة السياسية التي ظهرت وتسيدت في غفلة من الزمن لتهدم في فترة حكمها البائس والفاسد حضارة وتاريخ وبناء.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟