اخطبوطية السياسة !!
2021/04/29
 
122

حسين الذكر

السياسة ميدان يختلف عن بقية الملفات الحياتية الأخرى ،  اذ ان طبقة السياسيين ولغتهم وطريقة التعاطي – خارج نطاق الدبلوماسية – تعد مختلفة تمام عما يدور بمفهوم عامة الناس .. وذلك لحجم المسؤوليات وكبر المهام وشبكة العلاقات الدولية المتقاطعة المتضاربة المتسقة مع حركة القوى المختلفة داخليا وخارجيا ... بصورة جعل من السياسة فنا ( ممكنا ) .. وليس واقعا عمليا ولا قواعد وقوانين علمية ، فهي خليط من كل شيء لاجل تحقيق شيء قد يستعصي على مجمل الامة بلوغه لو لا وجود رؤوس قيادية تتعامل مع الملفات المطروحة برؤية يمكن ان نطلق عليها سياسية .

فعلى سبيل المثال ، وبرغم كل التضاد حد التصادم ما بين السعودية وايران على سبيل المثال الا ان الاخبار صدحت باجتماع إيراني سعودي متقدم جدا برعاية وارض عراقية وان نفت الأطراف المعنية ذلك – وهذا النفي لا يتنافى مع مفهوم العلاقات والتصريحات واليات العمل السياسي ولا يعني ضمنا ان المطروق والمصرح به ليس له أساس على ارض الواقع – وهذا ما تختلف به السياسة عن غيرها .

هذه الرؤية لم تات اعتباطا بل جاءت بعد رحلة مكوكية قام بها السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي في المنطقة توجت بمحطات الرياض وأبو ظبي ... فيما اذرع عراقية أخرى طارت باتجاه طهران  وربما عواصم اقليمية ودولية أخرى تدور وتعمل بذات الفلك المطروح والمطروق .. فاهل السياسية اعرف بظلام الليل وما يجري خلف الستار من غيرهم .

هذا الحراك الإيجابي ربما يصب بإعادة الهيبة للعراق الذي الفقد الكثير من بريقه وثقله ودوره في المنطقة منذ تسعينات القرن المنصرم وحتى اليوم .. صحيح اننا نتفق على ان الملف المحلي ما زال يعاني الكثير برغم ما ينتظر من حكومة السيد الكاظمي .. لكن حقيقة التنقل ومد الاذرع الاخطبوطية تعد مصداق للعمل السياسي الذي قد يفضي الى بيئة مستقرة ومن ذلك الاستقرار ( الحلم العراقي المنتظر)  قد تتوالد الكثير من المشاريع والأفكار والنظريات التي ترتبط في صميمية حراكها على  ضرورة احياء الاصلاح في العراق وربما في المنطقة وبعض الدول الاقليمية أيضا .. هنا نكون قد قرانا وعشنا واقع كنا نعتقده عسير حد الاستحالة ... فيما يقول المنطق السياسي بإمكانية تحقيقه  .

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟