إبنُ فضة... أبو العضَّة..
2021/04/28
 
160
أ.د. ضياء واجد المهندس

فضة إمرأة جنوبية قوية، لا يستطيع أحدٌ مقابلتها في خصومة تخصُّ إبنها (رضا) بالرغم من طيب قلبها و حلاوة لسانها..
نشأ رضا يتيمَ الأبِ برعاية أمه فضة التي تحبه و تخاف عليه من ضوء الشمس، و كبر رضا حتى أصبح موظفًا ثم مديرًا في دائرة النفوس (دائرة الأحوال الشخصية)..
ما يُعاب على رضا الذي يلقِّبه أهلُ الديوانية ب (إبن فضة)، بأنه سريع الغضب و عصبي، و عندما يشتدُّ به الغضب يعضُّ المراجعين، حتى شاع القول (إبن فضَّة، أبو العضَّة)، ولما بلغ الأمرُ مديرَ الناحيةِ قرَّرَ زيارةَ دائرةِ النفوسِ و البقاء مع رضا في عمله ليطَّلع على سلوكِهِ و أسبابِ عَضَّهِ للمراجعين.. عندما دخل مراجع و زوجته و إبنه ذو الأربع سنوات، سأله رضا: ما هو طلبك يا زاير (وهي اللقب الأكثر تداولًا في الخمسينيات و  تُناظِرُ يا حچي هذه الأيام).. قال المراجع: أطلِّع جنسية لإبني..
قال رضا: ما هو إسمك؟
قال المراجع: دبل..
قال رضا (مُستغرِبًا  من إسم المراجع): ما هو اسم إبنك؟؟
قال المراجع: قلنا نسمِّيه (مَسطَر) 
قال رضا: ما هو إسم الجد؟ 
إلتفتَ المُراجعُ إلى زوجتِهِ ليسألها: ما هو إسم جد الولد؟
قالت الزوجة: أنا مو ويِّاكم من سمُّو أبوك..
قال رضا للمراجع  ألا تعرِف إسمَ أبيك؟! 
قال المراجع: راح من بالي، بس جدِّي يصيحوه (أبو طابوگ)..
قال رضا: حرام يكون إسم أبنك الثلاثي (مَسطَر دَبَل طابوگ)، هذا إسم (عَمَّالة)، إقترِح إسمًا آخَرَ.
قال المراجع: نسمِّيه  إثلَثيي لو كِسِر!!!
هنا صرخ مدير الناحية ب رضا: لو تَعضَّه لو آنا أعضَّه..

تذكَّرتُ هذه القصة التي مرَّ عليها أكثر من ستة عقود، و أنا اتذكر رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي و هو يُصرِّحُ وقتها بعدم وجودِ أدلَّةٍ تُدينُ إسرائيلَ بضرب الحشد..    
المصيبة عندما قال قد تكون هناك دول أو أطراف أو مجاهدي خلق، و عندها صرختُ: وينَك يا إبن فضة و تلكُطَه بعَضَّة..
يا عبد المهدي.. مَن ضرب الحشد قد تكون دول؟؟؟!!، مثل مَن؟!!! السويد أو الأوروغواي أو بنما أو هندوراس أو كندا أو اليونان أو قبرص أو ماليزيا أو لوكسمبورغ أو غانا أو سيرلانكا أو المالديف أو جزر القمر أو فنلندا أو لِتوانيا أو إسبانيا أو....، لكن ليست إسرائيل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟.
و قد تكون هناك أطراف جاءت لضرب الحشد الشعبي!!!!!، مثلًا من؟؟!!! الهنود الحمر أو بقايا الجيش الجمهوري الإيرلندي أو الكونترا أو البوليساريو أو، لكن ليست إسرائيل..
نحن ليس لدينا عداء مع أي دولة عدا إسرائيل. و أمريكا لم تضربنا بل أوكلت المَهَمَّةَ إلى إسرائيل بضرب معسكرات و مستودعات و قادة الحشد بعملية (أطلقوا كلاب الصيد)..
كنتُ أتمنى أن تصمتَ  و ترقدَ في غيبوبةٍ مثل غيبة و غيبوبة جلال الطالباني في دورته الأخيرة، و دفنَّاهُ بعد موته بسنتين..
المَعيب أننا في حالة حربٍ مع الإرهاب منذ ٢٠٠٣، و نحنُ مُتأهبين، و نُضرَب و لا نعرِف مَن ضَرَبَنا!!!!!؟
المُخجِلُ أن نُضرَبَ في أمرلي و في بلد و صلاح الدين و بغداد و قرُب ألبوكمال وووو، و لانَعرِف مَن ضَرَبَنا، ونحن نمتلك جيشًا و حشدًا و أمنًا وطنيًّا و مخابرات و استخبارات و شرطة و حجي حمزة و أبو علي الشيباني و أم المراية....
المُخزي أنَّنا نُضرَب في كلِّ العراقِ، و الإسرائيليون يقولون سندمِّرُ الحشدَ و يُعلنونَ على الضربات و خرائطها، و يتبجَّحونَ على قنواتهم الفضائية من النَتِن ياهو إلى كوهين، و عبد المهدي يحلف بالحسين و العباس بأنَّ الإسرائيليين كذَّابون و أنهم  ليسوا مَن ضَرَبَ الحشدَ، و مَن ضَرَبَنا طائراتٌ مُسيَّرَةٌ مُستَتِرَةٌ..
المُؤلمُ أن يقولَ مَن ضرب الحشد هُم مُجاهدو خلق
و هذا يذكِّرني بردٍّ ساخِرٍ عندما سألتُ حجية خاچية عن سبب فطس حصان عربة قُربَ دارها، قالت: نملة ضربته راشدي!!!!!!!!

لنا و للعراق ربٌّ حامينا..
و مِن شرورِ أعدائِنا مُنجينا..
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟