"الشيعة العراقيين": يتعرضون الى تفتيت ناعم ..ولإيران ودول الخليج دوراً في هذا !
2021/04/12
 
360

سمير عبيد

#وقفة قبل الشروع في حيثيات المقال :-

عنوان المقال ليس له علاقة بالطائفية بالنسبة للكاتب.لان الكاتب حارب ويحارب وسيحارب الطائفية.لانها خدمة مجانية لأعداء العراق واولهم اسرائيل والحركة الصهيونية.وان اي مواطن عراقي وعربي وخليجي يعزف على الطائفية هو منتمي أو غبي مُستَغَل لخدمة اسرائيل وشعارها من النيل الى الفرات !.وهنا لا نعني كراهية اليهود كديانة وبشر !

#غباء وطائفية دول الخليج :-

١-يعتبر الشيعة العرب في العراق هم عرب أقحاح وأصليين.ولهم الدور الأول والتاريخي ببقاء العراق عربيا وحتى ببقاء دول الخليج عربية.وربما هناك ٢٪؜ من أصول غير عربية في العراق تزاوجوا وتناسلوا وهم من " فرس، وافغان، وهنود، وباكستانيين ومن دول اخرى " أستوطنوا العراق تباعاً وبقوا فيه  بسبب زيارة المراقد المقدسة والبقاء في العراق ، وبسبب القدوم لدراسة العلوم الدينية وفروعها  في العراق والبقاء فيه معززين مكرمين. لأن الإنسان العراقي مضياف وكريم ورحيم مع الضيوف ومع الغرباء . والقضية تشبه ماحصل في السعودية حيث مواطني الجنسيات المختلفة  بقي أصحابها  في السعودية بعد اداء فريضة الحج وعاشوا وترعرعوا وباتوا يشكلون اكثر من  ٢٠٪؜  تقريبا من السكان السعوديين الاصليين .

#وبالتالي لا يمكن ان يأتي عراقي أو يأتي الكاتب نفسه ويقول ان الشعب السعودي شعب (هجين) وليس شعبا عربيا وانه من اقوام مختلفة ويجب ان يخرجوا من الحيز العربي فهذا ليس من المنطق  ...ولكن السعوديين والخليجيين ومعظم العرب  عملوا بغير المنطق فيعتقدون وينظرون ويكتبون ويبثون بإعلامهم   ان ( الشيعة العراقيين ) والذين هم عرباً أقحاح ماهم الا "شعوب فارسية" وانهم ايرانيين وهذه وقاحة مابعدها وقاحة ان تجعل (٩٨٪؜ ) من الشيعة العرب فرساً وايرانيين وعليك محاربتهم وتكفيرهم  وتشويه سمعتهم  .

 

٢-وانا العراقي على سبيل المثال .. لم يقل يوما ان الشعب السعودي ليس عربيا وانه ( شعب هجين ) والسبب لان المواطن العراقي شخصية متوازنة .والثقافة في العراق وسطية وليست إقصائية والاسلام في العراق اسلاما معتدلا  . فالشيعة في العراق يمتلكون قلوب طيبة ومتسامحة وورثوها عن أئمتهم عليهم السلام  .ولهذا هم ولوحدهم من ثبّتوا عروبة العراق وعروبة الخليج وليس غيرهم .وايضا ان شيعة العراق هم من منع دمار دول الخليج وقتل وذبح شعوب الخليج وصولا لايران عام ٢٠١٤ عندما تصدوا للتنظيمات الارهابية واخرها تنظيم داعش الارهابي الذي كان يريد تدمير بغداد والنجف  والبصرة والكويت  ودول الخليج .وحينها اعطى شيعة العراق عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين لمنع وصول داعش لتلك المدن والدول الخليجية  . ولولا هذه التضحيات لما بقي نظام خليجي واحد. والوفاء يقولون ان شيعة العراق فرس وكفار  !.

٣-فالدول الخليجية ومعها بعض الدول العربية المتأثرة بالاعلام الخليجي هي التي دفعت بالكثير من ( الشيعة العراقيين ) نحو إيران والتعامل معها والولاء لها كرهاً بهذه الحملة الخليجية والعربية ضدهم وليس حبًا بإيران  !

#والانظمة الخليجية وبعض الانظمة العربية التي يلوك اعلامها وصحافتها أن ( شيعة العراق ايرانيين وليسوا عربا) هي التي قدمت الشيعة العراقيين العرب على طبق من ذهب الى ايران !!!!

#وبالتالي على دول الخليج بصورة عامة والسعودية بصورة خاصة مراجعة سياساتها الظالمة والحاقدة ضد شيعة العراق ومنذ عقود وصولا الى يومنا هذا ومن ثم الاعتذار والتعويض شرطاً لقبول السعودية وتلك الدول الخليجية !!

٤- فهناك فجوة كبيرة يصعب تجسيرها  بين شيعة العراق والسعودية بشكل خاص، وبين شيعة العراق ودول الخليج بشكل عام .

#والقضية مثل :-'

أخ أعلن ويعلن ولسنين ان شقيقه الآخر ليس أخاً شرعيا  ويجب قتله او تهجيره. ًوانه " آبن زنا" وبعد سنوات من هذا التشهير والقذف والتقزيم والتشويه. ويعود هذا الاخ ليطوي الموضوع بكم قبلة وكم هدية بسيطة، ويريد من أخيه المفجوع والمظلوم والمنتهك والذي لم يجف دمعه ودمه ان يسامحه ومن ثم يتحالف معه !!!!

#فالقضية صعبة جدا ولا يمكن ان تُحل بهذه الطريقة الساذجة والسطحية. بل اولا تعويض هذا الاخ المفجوع نفسيا ومعنويا وماديا واجتماعيا ومن خلال اعتذار علني من الاخ الظالم. وتعويض ما سببه له من اذى والم وخسائر جسيمة. وبعدها يترك الخيار للأخ المظلوم قبول التعامل مع الاخ الظالم او لا !

—————————

#إيران وسياسة الاذلال !

١-شيعة العراق عرباً ولن يكونوا فرساً وايرانيين ومهما كانت الظروف والضغوط. وعلى من يريد قراءة التاريخ عليه قراءة فترة ( الإخمينيين) والذين مارسوا نفس ما يُمارس اليوم في العراق وظناً منهم سوف يكون العراق حديقة خلفية لهم وسوف يكون ابناء الجنوب العراقي شعوبا تابعة لهم . ولكن في آخر المطاف هم خرجوا مدحورين  ويتكلمون العربية ويطبخون الطبخات العراقية  وليس العكس . ( فالشعوب الاصيلة يستحيل تذويبها ومهما طال القمع والترهيب ،ومهما كانت خطط تذويب الثقافة العراقية)

٢- ايران دولة  مسلمة وجارة للعراق وستبقى لأبد الآبدين وليس من مصلحة العراق استعداء ايران لأن للعراق مصالح كثيرة في ومع ايران. وايران دولة حضارية وتاريخية، وفيها شعوب واعراق وثقافات واديان وتضاريس ضاربة في التاريخ. ومن هنا يفترض  بإيران معرفة قيمة وتاريخ وحضارة العراق ليحسنوا التعامل مع العراق وشعب العراق. ولا يجوز مطلقا اتباع سياسة التفتيت الناعم للثقافة العراقية وللموروث العراقي والنسيج العراقي لا سيما عندما فشلت قوى واقوام وامبراطوريات في هذا المنوال  من قبل   !

٢-وبالتالي  غير مسموح لإيران استغلال محنة العراق والعراقيين والدخول في محاولة جعل العراق حديقة خلفية لإيران واحتكاره في جميع الميادين  . وغير مسموح اتباع سياسة وبرامج تغيير طباع وثقافة وموروث العراقيين فهذا ممنوع ونحاربه مهما كان ضعفنا .لأننا لن نقبل بتغيير ثقافتنا ومسح هويتنا العراقية العربية.ولن نقبل ان تعاملنا إيران بأننا اقليم ايراني سواء كنا كعراق او سواء كنا كشيعة منتشرين في جنوب العراق .

#فعلى ايران قراءة التاريخ وعندما فشلت جميع الامبراطوريات الاستعمارية في العراق. فجميعها لم تتمكن من سلخ العراقيين عن حضارتهم وثقافتهم وموروثهم ونسيجهم. ولم تنجح من جعل العراق تابعا وذيلا لها وعاد العراق بهويته الخاصة وثقافته الخاصة ! 

٣-فالخطأ القاتل الذي وقع به الايرانيين في تعاملهم مع العراق والعراقيين هو نفس الخطأ الذي وقع به السعوديين والخليجيين بتعاملهم مع الشيعة العراقيين ومع العراق .

#فإيران وعندما اعتمدت على ( قساة القلوب ، وتجار الدين ، والفاسدين ، واصحاب فتوى ان مال الدولة سائب ويجوز سرقته  ،والمغمورين ،والمستوطنين من ال ٢٪؜ الذين تحدثنا عنهم في سياق المقال ، والجهلة ، وتجار الشنطة ،وغيرهم ) وتحالفت معهم وأسست لهم احزاب وتيارات وجماعات وتنظيمات وجيوش وبنوك وشركات ،وجعلتهم قادة ومسؤولين ووزراء وآمرين وناهين على الشيعة العراقيين خاصة وعلى الشعب العراقي عامة ماذا جنت غير الكراهية من الشعب العراقي بشكل عام ،ومن الشيعة بشكل خاص.

فإيران أصبحت منبوذة في النجف وكربلاء قبل صلاح الدين وكركوك والموصل. وان حلفاء ايران الذين مر ذكرهم اعلاه يكرههم الشعب العراقي ويكرههم شيعة العراق الف مرة .. والخاسر الاستراتيجي هي ايران بانها اعتمدت عليهم ولانها وضعت بيضها في سلتهم ولم تتعامل بحسن نية مع العراقيين بل تعاملت تعامل السيد مع العبد وهذا لن ينجح ولن يكون  !!

###(( وان التعميم غير جائز .. فهناك ٣٪؜  وربما اكثر من هذه النسبة من حلفاء ايران في العراق يمتلكون تاريخ جيد، وعقول جيدة، وثقافة جيدة،ولديهم ولاء وطني للعراق ، وقادرين على نسج علاقة متوازنة بين العراق وايران. ولكنهم باتوا غير مؤثرين ومحاصرين بسبب استفحال الطبقات التي ذكرناها والتي باتت تهدد حتى العراقيين، وتبيح دمائهم، وباتوا يهددون الامن القومي والمجتمعي في العراق . وهذه كارثة خطيرة !!!))

وعلى ايران ان تسارع لتغيير هذه الوجوه وتلك الواجهات وتركن الى السياسة الندية ( سيد الى سيد) لكي تتمكن من اصلاح الخراب الفضيع الذي ضرب العلاقات الايرانية العراقية وبالعكس !

 

#الخلاصة :-

١-فالشيعة العرب العراقيين يرفضون ان يكونوا أصدقاء درجة ثانية وثالثة  للسعوديين والخليجيين والذين اصلا قلوبهم غير نظيفة وستبقى تجاه شيعة العراق.

وبالتالي من الصعب ان يأتمن شيعة العراق وهم عربا الى عرب سعوديين وخليجيين شيطنوا الشيعة العرب العراقيين وسلخوهم من انتمائهم العربي وثقافتهم العربية منذ عقود ووصولا الى يومنا هذا ! لا بل اعتبروهم كفارا ويجب قتلهم !. فالكره بملعب السعوديين والخليجيين ليقدموا الاعتذار والتعويض وحسن النية !

٢- والشيعة العرب العراقيين يرفضون رفضا باتا ان يكونوا درجة ثانية من وجهة نظر الايرانيين وحلفاءهم في العراق . وبالتالي سيبقون رافضين الى السياسات الايرانية التي تمارس الانتقائية بالتعامل مع العراقيين بصورة عامة ومع شيعة العراق بصورة خاصة . ولن يقبل الشيعي العربي العراقي السياسة الايرانية التي تقول ( السني العراقي الصديق لايران هو افضل من الشيعي العربي في العراق ) !

#وبالتالي اعتبر هذا المقال لسان حال الشيعة العرب العراقيين وهو (ضوء أحمر) بوجه ايران والسعودية ودول الخليج لكي يغيروا من سياساتهم وبسرعة!

 فالشيعة العرب في العراق ليسوا (قشامر) وليسوا (حايط إنصيّص)!وليسوا عربة تُدفع من قبل ساسة ومسؤولين ولاءهم لغير العراق !

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟