أرى غنماً ترعى وتأكل ما تهوى ..!
2021/04/07
 
290

جواد الخفاجي

بهذا العنوان أبدأ مقالي بعد أن إستذكرتني أبيات من شعر أبو الطيب المتنبي عندما قال : أرى غنماﱟ ترعى وتأكل ماتهوى...وأُسداً جياع في مرابضها تخوى

وأشراف قوم حائرين بعيشهم ...وأنذال قوم يأكلون ألمن والسلوى

يخيم على آلآلاف والملايين من العراقيين الفقر والفاقة والعوز, والقسم الغالب من السكان يدرج ضمن خانة (الطبقة المعدمة ) وهي أدنى طبقة فقيرة تحت مستوى خط الفقروالتي تقدر بحوالي (40) % , تتخلل هذه الطبقة التي يطلق عليها في المعسكر الاشتراكي بـ (البروليتاريا) من جموع وفيالق العاطلين عن العمل الذين يسجل دخلهم الشهري (صفردينار) , هذه الطبقة تأكل فقط وتسد الرمق اليومي في أدنى مستويات العيش الطبيعي للإنسان.

الدول التي تحترم الانسان وترعى الفقراء والمعوزين ,توفر لهم الرواتب والسلال الغذائية لكي ينهضوا بالمجتمع نحو الأفق المطلوب الذي يتماشي مع التطور العلمي والتكنلوجي الحديث لتلك البلدان, وتطبق العدالة الاجتماعية والنهوض بالمواطن الى مكامن السعادة والترفيه في أكثر  دول الغرب , حيث توَزع عليهم واردات الدولة الفائضة شهريا وتكون تلك الاموال موزعة بحسب التعداد السكاني لتلك البلدان على وفق التخطيط السنوي الخمسي أوالعشري, علاوة على وجود الجمعيات الخيرية والانسانية ومنظمات المجتمع المدني والمرجعيات الدينية التي تقوم بواجباتها الانسانية تجاه شريحة الفقراء.

نشأت في العراق ثلاث طبقات : الاولى تضم الاثرياء كبعض البرلمانيين والسياسيين ورجال الدين وبعض رجال الاعمال الذين يمتلكون ثروة من خلال إرثهم القديم الجديد , والقسم الأغلب من أثرته السرقات والكومشينات والفساد وجعلته  في مقدمة المجتمع تجده يتمتع بالعيش الرغيد ويمتلك العقارات والفلل والشركات في الداخل والخارج وهم الذي ينطبق عليهم شعر المتنبي (أنذال قوم يأكلون المن والسلوى).أما الطبقة الوسطى فهي طبقة الموظفين والمتقاعدين الذين يتمتعون برواتب ومعاشات شهرية تؤهلهم للعيش البسيط , أما الطبقة الثالثة  تتمثل بشعرالمتني:  (أشراف قوم حائرين بعيشهم ) وقد وصفهم بالأُسد,حيث تجد فنانين وادباء وشعراء وممثلين وصحفيين واعلاميين وطاقات مبدعة تعاني من شظف العيش والفاقة والفقر , وتجدهم كل جمعة "قبل الحظر "والجائحة  في المتنبي يندبون حظهم العاثر لكونهم ولدوا في العراق " موتى "  و(الشكوى لله لا للبشر ).

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟