براغماتية الكاظمي: ماهي أرباح الكاظمي من جولته على الرياض وأبو ظبي؟ ولماذا باغت الجميع بزيارتهما ؟
2021/04/05
 
121

سمير عبيد

لا زلتُ مُصر على رأيي بأن السيد مصطفى الكاظمي براغماتي ناجح ،ورجل ذكي في المراوغة والإفلات من الحصار والكمائن . وسألني بعض العراقيين بعصبية وكأني كافر  " كيف تمدح الكاظمي وماهي انجازاته؟" وطبعا لن يستفزني هذا السؤال التقليدي الذي لا يفرق بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة  للأسباب التالية :-

١- لأن اغلب العراقيين ينطلقون بسؤالهم من "المنفعة والحظوة الخاصة "   ويعتقدون ان من يكتب عن الحكومة هو متسول ومرتزق ويبحث عن دور وبات بوقاً ....ولن يصدقوا أو يؤمنوا بأني لن أكترث للقاء، ولا لصورة ،ولا لمنصب، ولا لهدية، ولا مجاملة، ولا لمال  من وراء ذلك . ولن الهث وراء منفعه !وهذا سر اختلافي عن الكثير من الصحفيين والإعلاميين والمحللين   والآخرين!. والقضية الثانية أنا رجل واقعي والمصلحة العامة لدي اولاً..وواقعيتي تقول  ان السيد الكاظمي  ورث تركة أثقل من الثقيلة ،وليست لديه عصا سحرية لحل مشاكل وفشل جميع الحكومات السابقة. وهي مشاكل ومحن لا يتحملها هو  !

٢-لا أخفي سعادتي عندما تمكن السيد الكاظمي أخذها من الثنائية الإستبدادية" السياسية والدينية " التي دمرت العراق والعراقيين منذ ١٧ سنة ! ) ولدي ثقة بأنها لن تعود لتلك الثنائية ثانية. وننتظر الخطوات اللاحقة التي تبتعد من خلالها أكثر واكثر عن تلك الثنائية التي دمرت شعبنا وبلدنا وتكافلنا ومحبتنا وثقافتنا الوطنية ...الخ !

ونصل الى مراحل بناء أساس الدولة الحديثة التي رفضت بناءها جميع الحكومات التي شكلتها تلك الثنائية البغيضة التي ابطالها رجال دين منافقين ودنيويبن ورجال سياسة فاسدين وفاشلين واميين!

٣- ومن أنجازاته " واني غير منتمي لحزبه وليست لي مصلحة معه وعنده"  هي أعادة الثقة للعراق كدولة والتي فقدها بسبب سياسات الحكومات السابقة التي كان يقودها التوجس والخوف وعدم الثقة بالنفس من الانفتاح على دول الجوار والمحيط العربي. وكانت حكومات مقيدة وكانها ( حكومة أقليم تابع لدولة أخرى هي التي تُملي عليه و تحدد سياساته الخارجية  ) ...فعندما جاء الكاظمي أسقط هذه التبعية واسقط صفات التوجس والخوف وانعدام الثقة. وباشر بالأنفتاح على اوربا وتركيا ودول الخليج والدول العربية. وابقى علاقته مع ايران جيدة ضمن السقف الوطني والمصالح لانها دولة مهمة ومحورية وليس بالضرورة أستعداءها لانها مهمة الى  العراق .ولكن يجب الحد من تدخلاتها في القرار العراقي. وهذا مطلب وطني وشعبي عام   !. 

٤- من أنجازاته تفويت الفرصة على الذين حاولوا مراراً وتكراراً لجر الكاظمي الى قرار صدامي بهدف جر العراق للتورط في صراع داخلي " حزبي او طائفي او مناطقي " بمحاولة لمنع العراق من الخروج من عنق الزجاجة نحو جيرانه واشقائه ..ولكنه رفض وأبتعد عن الصدام والذهاب للمستنقع .وتحمل من وراء ذلك النقد والتجريح والتخوين والتقصير. لانه كان يعرف اهداف تلك الأطراف فغلبها بصبره وبراغماتيته!

٥- من انجازاته الابتعاد عن المهاترات السياسية في وسائل الاعلام وفي البيانات والعنتريات والتي هي صفة جميع الحكومات السابقة التي كانت حكومات ازمات ومشاكل وظاهرة صوتية  . فمسك العصا من الوسط مع جميع الكتل السياسية وجميع الأفرقاء لكي لا يخلق له أعداء يعطلونه عن الهدف الكبير وهو أحراج العراق من عنق الزجاجة التي دخل فيها بسبب سياسات وقرارات وتخطيط الثنائية الإستبدادبة التي تكلمنا عنها في بداية المقال والتي دمرت العراق وشعب العراق !

٦- من أنجازاته لم يتكبر ولم "يتعنطز" على الآخرين مثل مافعل  الاخرين عندما كانت لهم علاقات مع ايران ، أو مع البنك الدولي ، أو مع  امريكا ، أو مع  اطراف اخرى ... مع العلم والكل يعلم ان السيد الكاظمي يمتلك علاقات عالية المستوى مع المحيط الخليجي ،و العربي، والاقليمي، والاوروبي، والاميركي، والبريطاني .. واكثر من أي رئيس حكومة سابق .ولكنه اتخذ التواضع شعارا وهذا اولا .. وثانيا لم يكن أنانيا مثل الذين سبقوه بل أستخدم جميع علاقاته لمصلحة العراق وعلى الرغم من فريقه الحكومي غير المتجانس، وغير الكفوء في اركان منه بسبب محاصصة الثنائية الإستبداديةالمؤمنة بالفشل وتحويل  العراق الى مزرعة منعزلة وخاصة لزعماء هذه الأستبدادية!

٧- من انجازاته هو الوحيد بين رؤساء الحكومات كافة الذي باشر بمكافحة الفساد بصدق ( صحيح لازالت ضعيفة واهدافها فاسدين من الدرجة الثالثة والرابعة ) ولكن النتيجة هناك عمل لمحاربة الفساد على الأرض وهناك خوف قد بدأ بين الفاسدين  . وهناك فاسدين باتوا يخافون وهناك مافيات فساد باتت تفكر الف مرة قبل الخوض في الفساد والإفساد ( علما نحن نعلم ان تلك الخطوة سوف تتصاعد نحو خطوات اوسع وأكثر كفاءة  في المستقبل، وسوف تشمل  الفاسدين من الدرجة الثانية، وبعدها سوف تتطور وتصعد نحو الفاسدين من الدرجة الاولى وباسناد أممي ودولي هذه المرة  )

براغماتية الكاظمي وارباحها :-

بما أن السيد الكاظمي لا يؤمن بأستشارة اركان الثنائية الإستبدادية لأن أستشارتها يعني فشل اي فكرة ومشروع ونيّة بسبب البيروقراطية المقيتة عند قادتها ، وبسبب رهن قرار البعض من قادتها  بالخارج ، وبسبب الندية والكراهية بين أفرقاء تلك الثنائية...فقرر استخدام البراغماتية المباغتة في زياراته الى الدول .وهنا كمن نجاح جميع زياراته تقريبا  والتي نتج عنها:-

١- ولادة ( مشروع المشرق العربي ) الذي ضمت نواته كل من العراق ومصر والاردن !وعلى الرغم من معارضة اركان من الثنائية الإستبدادية لهذا المشروع !

٢-ولادة علاقة جديدة وجيدة بين العراق والمملكة السعودية والتي حاولت ادوات  الثنائية الإستبدادية تخريبها وشيطنتها مرارا وتكرارا . وبالفعل تلكأت بعض الشيء. ولكن مباغتة زيارة الكاظمي الاخيرة الى الرياض ولد عنها ( 3مليارات دولار كأستثمارات سعودية في العراق ، مع 5 أتفاقيات  أستراتيجية في الاقتصاد والأمن والحدود ....الخ )

٣-ولادة علاقة جيدة ومتينة بين العراق ودولة الأمارات العربية المتحدة. وايضا جاءت نتائجها جيدة بسبب براغماتية الكاظمي وسرعة التنفيذ والافلات من القيود . ونقول متينة لأن ما سمعناه وعلى لسان ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد بحق العراق والعراقيين ودورهم وفضلهم على الامارات والأماراتيبن يثلج الصدر فعلا ويعطي مؤشر واضح أن الامارات لديها رغبة صادقة بالعلاقة الاستراتيجية مع العراق في نية تطويره ودعمه نحو النهوض والاصلاح ( ونتج عن هذه الزيارة  رصد 3مليار دولار كأستثمار أماراتي سريع في العراق ، وولادة عدة اتفاقيات اقتصادية واصلاحية في العراق )

هل تعلمون لماذا باغت الكاظمي الجميع بهاتين الزيارتين ؟

باغت السيد الكاظمي  الكتل السياسية العراقية  المجحفة مع الشعب العراقي بشكل عام ، والمجحفة بحق الشباب والخريجين في العراق كعقوبة لهم لأنهم خرجوا ضد تلك الكتل السياسية وضد حكم الثنائية الإستبدادية فمرروا ميزانية لا تحتوي عن اصلاح احوال وحياة ومستقبل الشباب والخريجين!!

 ( والكاظمي عرف جيدا أنه كمين له عسى يقف  بوجوههم ويتحداهم  لكي يتحالفوا لأسقاطه ، وعرف ايضا هم يحاولون ان يضعوا الكاظمي بمواجهة الشباب والخريجين والعاطلين عن العمل من وراء مجزرتهم في الموازنة ! )

ولهذا طار الكاظمي مسرعا  نحو السعودية وطار نحو الامارات ولديه جولات اخرى في سبيل جذب رؤوس الاموال من تلك الدول للاستثمار في العراق وتنمية حياة ومستقبل الشباب والخريجين والعاطلين عن العمل. وفي نفس الوقت تحريك الاقتصاد والسوق في العراق لكي لا يبقى تحت رحمة هذه الكتل السياسية الجشعة والعاشقة لنشر الفقر والتجهيل والخرافة والكراهية بين العراقيين  !!.

همسة أخيرة :-

الحذر الحذر من وقوعكم يا شباب ورجال العراق في مخططات الكتل السياسية التي تريد خلط الاوراق من خلال الفوضى في المحافظات هدفها صراع سياسي لتغيير المحافظين!!!

يريدون استحداث فوضى  لكي يضمنوا الفوز بمناصب المحافظين  ليضمنوا لهم الفوز في  الانتخابات القادمة!!

 اياكم اعطاء هذه الفرصة لهم. وكونوا أكثر تفكيرا ونضجا بالتعامل مع الازمات والفتنة القادمة !

ملاحظة :-

اعرف جيدا سيشتمني الذين تنازلوا عن رؤوسهم وعقولهم لأدوات واركان الثنائية الإستبدادية لتفكر نيابة عنهم فباتوا عبيدا وهم خُلقوا أحرارا !

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟