حسين الذكر

 ( مستقبلي بالتأكيد ليس محل شك، وليس مرتبطًا بمباراة واحدة ) .. !

هذه واحدة من اجمل الردود واشجعها وأكثرها فهما للواقع والمستقبل فضلا عن الثقة في المهنية العالية حيث رد بها المدرب الفرنسي ارسين فنغر على الصحفيين عقب خسارة فريقه أمام بايرن ميونخ بهزيمة تعد مذلة امام جماهيره وفي عقر داره.

فنغر مدرب اشتهر بتدريب الارسنال الإنكليزي لمدة 21 عام حقق فيها العديد من الإنجازات ووضع أسس اكتشاف المهارة والتطوير والتسويق في كرة القدم الحديثة بشكل ساهم في تغير الرؤية للعبة في القرن الحادي والعشرين بل في عولمة الرياضة كلها . الأستاذ هو اللقب الأكثر شيوعا واستخداما من قبل وسائل الاعلام البريطانية والفرنسية التي يعتز بها . اذ انه نادى بكرة قدم مسلية على ارض المعلب اكثر من أي شيء اخر .

اندية كرة القدم المحترفة هي شركات لها أهداف تضعها كل عام وعلى أساسها يتم تقييم المدير الفني من خلال الواقع العام للنادي قبل مجيئه وبعد رحيله . من هنا وخلال مسيرة عقدين قضاها في ارسنال حقق خلالها أرقام مذهلة في أحد أقوى دوريات العالم . تحسب اليه مقولة ( نحن لا نشتري النجوم بل نصنعهم ) .. اذا ما اضيف اليها فلسفة الامتاع في الملعب .. نفهم رده الدائم على من ينتقده أحيانا بعدم تحقيق إنجازات كبرى على مستوى اوربا .

في خطوة تتناغم مع دور الاتحاد الدولي الفيفا في تطوير لعبة والبحث عما يمكن ان يؤدي دورا كبيرا في ذلك .. ليس على المستوى الفني فحسب ، بل  تجسدا لمفهوم ان اللعبة ملف اجتماعي بل احد اهم الأدوات المجتمعية للتطوير العام الذي جعل فينغر يؤمن بمقولة : ( ان فصل الرياضة عن السياسة غدا جزء من الماضي) . من هذا الباب الاهم أعلن الاتحاد الدولي (فيفا) عن تعيين الفرنسي فينغر رئيسا لقسم تطوير كرة القدم العالمية ، في خطوة ينبغي ان لا يفهم منها عملية تعين مدرب في مؤسسة كروية ... بقدر ما نعيه عما بلغته اللعبة من شان عالمي حتى أصبحت فلسفة حياة مهمة لها مفاهيمها وفلاسفتها المتخصصين الذين يقف على راسهم في عالم اليوم الفرنسي ارسنت فنغر .

في مقابلة مهمة لفينغر من على فضائيات بيان سبورت قدم الكثير من المفاهيم الكروية بصورة فلسفية وليست فنية فحسب فاعطاها بعدا حياتيا اخرجها من نمطية المستطيل الأخضر والتدريب البدني واحراز الكؤوس ... اذ جعل منها نظام اجتماعي متكامل يبدا عند الصغر في الاكاديميات ولا ينتهي عند حدود الملاعب وهذا ما ينبغي ان تبنى عليه فلسفة الاكاديميات في صناعة ( اللاعب السوبرمان ) لكنه لاعب فنغري وليس نيتشوي اذا جازت التسمية .

هنا اعيد اظرف ما ختم فيه فلسفته .. حينما ساله الصحفي الانكليزي الذي كان يدير اللقاء عن رايه في المجتمع الإنكليزي وإمكانية تدريب منتخبهم لو عرض عليه مجددا ، فقال : ( بصراحة احب الإنكليز لجديتهم ووداعتهم وثقافتهم لكنهم قساة .. بصراحة لا اقدر ان ادرب المنتخب الانكليزي وانا احفظ نشيدهم الوطني لكني لا استطيع ترديده .. عندها رد الإعلامي الإنكليزي قائلا : ( لقد وصفتنا بالقساة .. لكنكم انتم الفرنسيين من صنع المقصلة وليس نحن الإنكليز ) .