العراق والانتخابات بين المال الفاسد والمال النظيف.. اين سيتجه الناخب
2021/04/03
 
242

نوفل آل صياح الحمداني

ان الفساد  الذي استشرى في  العراق بعد الاحتلال ٢٠٠٣ اصبح ظاهرة تغلغلت  جذورها الى عمق الدولة العراقية التي  يدير تفاصيلها وشؤونها النخبة السياسية  اصحاب رؤوس الاموال السحت وبمختلف مسمياتهم ومن وراء حجاب .....

والذين استحصلوا هذه الاموال بطرق غير مشروعة دينيا ً واخلاقياً وقانونياً سواء عن طريق  مكافئات مقابل جهودهم الحثيثة وجودة أدائهم ومهاراتهم في تقديم الخدمات  للمحتل لبسط قوته ونفوذه في العراق  او من خلال المساومات والكومشنات في عقد اتفاقيات غير قانونية او تنفيذ مشاريع وهمية او  طرق غسيل الاموال  او ابتزاز بقوة السلاح للمواطنين الذين يقعون ضحية افتراءات او ازمات او اجراءات لاقانونية مفتعلة اضافة الى المرتبات المبالغ بها والحوافز والتخصيصات لتغطية نفقات حياتهم المترفة وتجنيد دروعهم البشرية الشرسة لحمايتهم من غضب الشعب ....

فقد استعملوا رأس المال الفاسد كأداة طيعة في التحكم بمقاليد السلطة وكسب تأييد الجهلة والمغفلين من الشعب لتحقيق مصالح سياسية وشخصية .....

واصبحت وسيلة استعمال المال الفاسد احتراف الفاسدين لفتح ابواب المناصب امام المنتفعين والوصوليين من السياسيين الفاقدي الخبرة والاهلية الادارية والقيادية للسلطة الحكومية.....

وتتضح صورة الاحتراف الدقيق في استعمال المال الفاسد عند التهيأ لخوض الانتخابات واستثمار هذه الاموال كعربون  نزاهة مزيفة امام المواطن للتربع على كرسي المنصب والتحكم بالشعب ومقدراته واضعاف وجود الدولة القوية العادلة وتسيير شؤون العراق حسب اهوائهم ووفق ماترتأي خطط واجندات القوى الخارجية المساندة لهؤلاء المحترفين في كسب مال السحت والتمسك بالمناصب ...

وفي الجهة المقابلة اصحاب رأس المال النظيف الذين يمتلكون ضمائر رقابية تبرء ذمتهم من تحصيل المال الفاسد والذين يلتزمون المعايير الاخلاقية الصادقة والاكتفاء الذاتي بما يحصلون عليه من اموال جراء اداءهم عملهم باخلاص ونكران ذات ومصلحة وطنية تعلو فوق المصالح الشخصية ووفق احكام النزاهةالوظيفية التامة  والوازع الديني الايماني الذي يحرم اموال السحت واتباع طرق تحصيلها الغير مشروعة ،وهؤلاء ايضا يطمحون لخوض الانتخابات المقبلة بقوة الايمان وثبات المبادئ  وبروح النزاهة والصدق  والتي ستقرر مصير ومستقبل العراق .....

وبين هذان الصنفان من اصحاب الاموال الفاسدة واصحاب الاموال النظيفة يتهيأ المواطن الناخب لاختيار ممثليه الشرعيين في الحكومة القادمة وهو يقف بين نقيضين من صناديق الاقتراع......

 فاما الاتجاه نحو الصناديق المظلمة التي رسمت وصممت باموال فاسدة  وطرق غير مشروعة  والتي ستسير بالعراق الى عمق الهاوية والمزيد من العتمة والاستعباد  والفوضى والانحلال والتشرذم والضياع .....

او يتجه الى الصناديق النظيفة المضيئة بالنزاهة والحق والضمير الوطني والقدرات الايمانيةالحقيقية  على خدمة الوطن ونقل العراق الى بر الامان وانتشال شعبه من الظلم والازمات والمآسي ومنحه الحياة الكريمة التي يستحقها كشعب يمثل منبع الحضارات الانسانية والثقافة الراقية والاخلاق السامية .....

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟