الحلقة الخامسة :- المشروع الكبير القادم للمنطقة :- أتفاقية عبد الناصر تتكرر من طهران لتُربك واشنطن وتل أبيب - ومحور الشر الجديد يُحرج أمريكا والناتو !
2021/04/01
 
162

 

سمير عبيد

بايدن وادارته في حالة تخبط !

١-صُدم الرئيس الأميركي جو بايدن وادارته  بتنفيذ توقيع الأتفاقية الإستراتيجية بعيدة المدى (25عام) بين طهران وبكين والتي تحتوي على بنود سرية غير معلنه .والذي قال عنها الرئيس الأميركي بايدن و بُعيد ساعات من توقيت الاتفاقية الإستراتيجية بين طهران وبكين أننا ( قلقون منذ سنوات بشأن الشراكة التي نشأت بين الصين وايران) .

٢-بحيث لم يعرف الرئيس بايدن كيف يتصرف وبات في حالة تخبط بدليل ظهرت المتحدثة بأسم البيت الأبيض جي ساكي بتاريخ ٣٠ آذار ٢٠٢١ لتقول ( نحن نفكر بفرض عقوبات على إيران والصين لمواجهة الأتفاقية الصينية الايرانية ). فعادت ادارة بايدن بتاريخ ١ نيسان ٢٠٢١ أي بعد ساعات من تصريحات ساكي ومن خلال بيان يقول ( ان للولايات المتحدة مصالح مشتركة مع الصين في الملف النووي الايراني) والملفت ان البيان  لم يبدي رفضاً أو تنديداً بالأتفاقية الاستراتيجية بين طهران وبكين .وواضح ان البيان يؤشر لحالة عدم أستفزاز مع الصين وايران معا.

٣- لا سيما وان صقور المحافظين في الولايات المتحدة  لم يخفوا توجساتهم وخوفهم عندما قالوا ( ان هذه الاتفاقية بين طهران وبكين دليل على بروز محور جديد مناهض لواشنطن ).وكلام صقور المحافظين مقلق جدا للرئيس بايدن الذي لا يتحمل صغوطاً أضافية . بحيث سارعت ادارة بايدن للأتصال بالأوروبيين ليضغطوا على ايران لتقدم مقترحا جديدا لإحياء الاتفاق النووي . تصوروا واشنطن تتوسل بإيران وعبر الأوربيين لتقدم مقترحا يبقي على  ماء وجه الولايات المتحدة وبايدن شخصيا!

لا سيما وان تلك الأتفاقية ليست لسنة أو سنتين ليتم وضع إستراتيجية تعطيل او اهمال لها من قبل واشنطن .  بل هي  طويلة وتمتد ل 25عاماً وهذا يعني تأسيس ركيزة  امحور عالمي جديد. خصوصا وان بنودها تشمل تعاونا تجاريا وعسكريا وتكنولوجيا وتقنيا .وهناك بنود سرية اضيفت أخيرًا تتعلق بالجانب العسكري والتقني .

 

أتفاقية "عبد الناصر والسوفيت" تخرج من طهران مجددا !

١-أنّ هذه الاتفاقية الإستراتيجية التي تم توقيعها بين طهران وبكين تُذكرنا بالاتفاقية التي أبرمت في الستينات من القرن المنصرم بين القاهرة وموسكو. أي بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والقيادة السوفيتية آنذاك. والتي كان لها أثرًا مهما على إسرائيل في حينها .بحيث قيدت حركة اسرائيل لعقد من الزمان! ومن هنا دب الخوف والتوجس في إسرائيل من هذه الاتفاقية طويلة المدى بين ايران والصين !.

٢-فإسرائيل دخلت في حالة أنذار إستراتيجي  حقيقي ،وسوف يؤثر حتى على مخططات إسرائيل الأمنية والاقتصادية والتجارية مع دول الخليج التي طبعت معها أخيرا . وهذا سينعكس على دول الخليج المطبعة التي باتت في وضع لا تُحسد عليه!.......فلقد حذرت تقديرات إسرائيلية من التداعيات الخطيرة لوثيقة التعاون الشامل التي وقعت عليه إيران والصين على المصالح الاستراتيجية لإسرائيل.بحيث بات التحالف الأمني بين إسرائيل والامارات ودول الخليج الاخرى و الذي اعلن عنه وزير الخارجية الأميركي الأسبق بومبيو   بأنه  تحالف ضد إيران قد سقط تماما لأن أي تصرف واحتكاك مع إيران  من قبل هذا التحالف  سوف يكون احتكاكا ً ضد الصين التي تمتلك سلاح ( الفيتو) في مجلس الأمن!

٣-فتعقد إسرائيل ان هذه الوثيقة الاستراتيجية التي وقعتها طهران وبكين ستعزز من قدرة ايران على المساومة في موضوع التفاوض على أي اتفاق جديد مع الولايات المتحدة .وبالفعل صرح مسؤول ايراني كبير بُعيد التوقيع على تلك الاتفاقية بين طهران وبكين قائلا(أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%وفقا للفقرة 36من الأتفاق النووي ولن يتم ايقافه الا اذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات ) وقال مسؤول ايراني آخر ( ان ادارة بايدن تضيع الوقت واذا لم ترفع العقوبات قريبا فأن ايران ستتخذ خطوات أضافية  بخفض المزيد من التزاماتها بالاتفاق النووي )

٤-ولقد قال رئيس مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة حيفا دان شفطان ان ( الاتفاق الصيني الايراني الأخير تهديد إستراتيجي يمكن ان يتطور الى تهديد وجودي لإسرائيل ) .وقالت صحيفة يسرائيل هوم المقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو عن تلك الاتفاقية الاستراتيجية بين طهران وبكين ان ( في حالة أستنفذت الصين وايران كل الطاقة الكامنة في اتفاق التعاون فأن هذا التطور يمكن ان يحول الشرق الأوسط الى " ساحة حرب باردة " بين القوى العظمى وسوف يشكل تهديد تهديد كبير على إسرائيل )

 

محور الشر يتقدم خطوات  إستراتيجية !

١-في يوم ٢٤ آذار ٢٠٢١  وبكل غطرسة وتكبر أعلن وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن عن محور الشر الجديد الذي سوف تقف بوجهه ادارة بايدن والمتكون من ( روسيا، والصين ، وكوريا الشمالية ، وايران ).وعندما قال ذلك خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول حلف ( الناتو) في بروكسل مؤكدا ان تلك الدول تمثل تهديداً عسكريا بالنسبة للولايات المتحدة ودول الغرب بشكل عام .واردف قائلا أننا ( نواجه ثلاث تهديدات وهي " عسكرية واقتصادية ،وتكنولوجية " ونضيف عليها الازمات العالمية مثل جائحة كورونا ،والمناخ .

فرد عليه حلف " الناتو " مساندا  من خلال مطالبة الحلف بتفعيل بند الدفاع المشترك والتعهد للتصدي لعدوانية روسيا والصين.

٢-وبعد تلك التأكيدات قالت وزارة التجارة الصينية بتاريخ ٢٥ آذار ٢٠٢١ أن " بكين ستبذل جهوداً لحماية الاتفاق النووي الايراني وتدافع عن مصالحها المشروعة في العلاقات مع طهران " .وكانت بمثابة تهديد استباقي للجميع وقبل توقيع الأتفاقية بين طهران وبكين التي وقعت  بتاريخ ٢٨ آذار ٢٠٢١ .بحيث حتى  كوريا الشمالية قررت ارسال رسالة كورية متميزة عندما  ذهبت بارسال رسائل الى واشنطن من خلال اختبارات الصواريخ الجديدة قصيرة المدى .

٣-وروسيا من جانبها ارسلت رسالتها المساندة ولكن بلغة اخرى عندما رفضت روسيا دعوة ( وكالة ناسا) من اجل ان تنظم روسيا الى مشروع ( أرتيمس) الذي سمي تثمينا لشقيقة ( أبولو)التوأم . وذهبت روسيا لتخطط لمستقبلها الفضائي مع الصين بدلا من واشنطن وهو تأكيد على الأصطفاف الروسي مع الصين. وبالفعل وقعت وكالة الفضاء الروسية ( روسكوسموس)على اتفاق مع ادارة الفضاء الوطنية الصينية لأنشاء ( محطة قمرية علمية دولية ) تستطيع التوصل مع جميع الدول والشركاء الدوليين المهتمين بهذا المشروع . وهذا يعني تطويق للولايات المتحدة في الأرض والسماء والاكتشاف والتكنلوجيا  من اجل زحزحة هيمنة واشنطن !. وهذا ما علق عليه الرئيس الفرنسي ماكرون بتاريخ ١ نيسان ٢٠٢١  قائلا ان ( هناك خطر لحرب عالمية من نمط جديد ضد أوربا وينطلق من روسيا والصين ) ليتناغم مع تصريح وزير خارجية الاتحاد الاوربي جوزيب بوريل الذي قال هناك " خطر اتحاد روسيا والصين )!

#وهذه مؤشرات بل خطوات عملية لانتقال حتمي في طبيعة العلاقات الدولية  لولادة عالم جديد تسبقه منافسة جيوسياسية  وجيواقتصادية وها هي قد بدأت بالفعل وحتما ستنتقل الى منافسة عسكرية واجتماعية وثقافية بين مناطق كبرى ومهمة وحساسة .فالعالم بات واصخاً انه ذاهب نحو علاقات معقدة بين الدول سببه تعدد القطبية ! 

الخلاصة :-

لم يبق أمام ادارة الرئيس الاميركي بايدن الى مشروعه الذي بدأ فيه داخل السعودية والذي تنبه له انصار الله / الحوثيين وشرعوا الى محاولة تعطيله من داخل السعودية من خلال الصواريخ والمسيرات  .وهو المشروع  الذي  تنوي  من خلاله ادارة بايدن  تحويل السعودية الى الولاية ( 51) عسكريا وتكنولوجيا وتقنيا  والاندفاع نحو المضايق البحرية هي وبريطانيا بمحاولة الى تأسيس مصد يصد الاندفاع الصيني الروسي الايراني

وسنشرح ذلك في الحلقة القادمة!

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟