البابا في العراق : الرسائل العميقة
2021/03/01
 
94

سدير الشايع

سيرون أن البابا موجود في بلادهم، أنا راعي الناس الذين يعانون”.
هكذا أعلن #البابا_فرانسيس عن سبب زيارة #العراق والتي ستبدأ في الـ ٥/اذار المقبل.

لكن ماذا تعني زيارة البابا لبلد غالبيته العظمى من المسلمين ويشكل فيه المسيحيين حسب مركز #كارنيغي ١٪ من السكان بينما كانوا ١٠٪ في خمسينيات القرن الماضي .
الكاتب اللبناني الان طاسو في حديثه عن المعاني الرمزية لزيارات البابا يقول “لطالما يأخذ البابا قرارات تتخطّى موقعه، تنبع من إنسانيته وحبّه لأخيه، لذا لم يتردّد يوماً في أن يكون في قلب العاصفة في منطقة مُعذّبة يعيش أبناؤها في غربة”.
هنا تكمن جزء من فلسفة البابا الدينية في الوقوف وسط العاصفة،والتي تنبع من انطلاقته الكنسية الاولى، التي بدأت بتغيير اسمه الحقيقي (#خورخي_ماريو) الى فرانسيس، نسبة الى القديس #فرنسيس_الاسيزي المولود في عام 118‪1م،”الذي كان يحترم جميع الديانات وداعياً للسلام والمحبة بين الجميع”، هذا السلام الهادف الذي يعبر عنه البابا بتغريدة له من الكتاب المقدس بتاريخ ٢٠ /كانون الثاني ٢٠٢٠ ‏”إنَّ الإيمان في العالم يعتمد على وحدة المسيحيين. في الواقع، إنَّ الرب قد طلب الوحدة بيننا “لكي يؤمن العالم” (يوحنا ١٧، ٢١)، والعالم لن يؤمن لأننا سنقنعه بحجج جيدة، لكن إذا شهدنا للحب الذي يوحدنا ويقربنا من الجميع.”

أهمية زيارة البابا لا تنطلق من جوانب ضيقة يمكن استثمارها في سياق سياسي ، فالسلوك البابوي يؤثر عميقاً في الوعي العالمي للرمزية التي يملكها #الحبر_الاعظم ، كما جرى في حادثة نزوله أمام جدار الفصل العنصري في بيت لحم، في تصرف خارج السياق الخاص بالزيارة عام ٢٠١٤ ، والتي اثارت اسئلة عالمية حول عنصرية الاسرائليين مما آثار تذمر الاسرائليين من هذه (الحركة) واهدافها !

♦️ماذا تخفي هذه الزيارة؟
زيارة العراق ستكون استثنائية لارثه التاريخي، ولكونه بلد الحرب والمعاناة ، لهذا سيكون العراق منبراً مثالياً للرسائل التي سيبعثها البابا، “بزيارته ذات الطابع الديني” ، كما صرح بذلك يونادم كنه رئيس كتلة الرافدين المسيحية ، الا أن تصريحات النائب العراقي المسيحي السابق #جوزيف_صليوا لـ RT بكون “البابا غير قادر على إيقاف هجرة المسيحيين من العراق ولن يحميهم ولن يضمن حقوقهم ، فالمسيحيون مستمرون في الهجرة “، هذا التصريح لا يقترب من فهم تحركات بابا ولا الدور الذي يلعبه #الكرسي_الرسولي بالخصوص منذ عهد #يوحنا_بولص_الثاني المتوفي ٢٠٠٥، فالتقارب بين الفاتيكان والرموز الاسلامية، هي خطوة باتجاه المسيحية، كما يعبر عنها الكاتب نبيل شعيب، هدفها اضافة وهج للوجود المسيحي في البلدان ذات الاغلبية المسلمة ، باعتباره الراعي الروحي لهم، لكن بنفس الوقت تشير عدد من الدراسات لوجود مواجهة باردة يخوضها الفاتيكان ، بوصفه حامي الكنيسة امام ترسانة حربية عملاقة لمن استخدموا المسيحية كجذر في حروبهم الوقائية ضد الارهاب، أو ما يسمي الدفاع عن الديمقراطية، تلك الحروب التي زادت من مآسي مسيحي الشرق ، وكذلك مواجهة ثمار “تأليه العقل” احدى نتائج التطور التكنلوجي والفكري الذي وصفها المفكر الامريكي #ارفينج_كريستول بأنها” رؤية دينية حققت انتصاراً على كل من اليهودية والمسيحية”، والتي سببت نزوحاً عن الدين من معتنقي الاديان وخاصة المسيحية حول العالم.
♦️
اشارة
ان هواجس الفاتيكان تزداد تجاه ما يسمى الاحتضار الديني او مجتمع ما بعد المسيحية التي كتب عنها #ستيفن_بولفانت استاذ علوم الدين في جامعة سانت ماري منذراً،” بوجه غربي خالي من المسيحية خلال العقود الخمسة القادمة”.

اهلا وسهلا حضرة #البابا_فرنسيس

 

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟