شعب تحت الجلد !!
2021/02/24
 
122

حسين الذكر

كلما قرات التاريخ استوعبت بعض فقراته وحقائقه صار عندي فهم اخر لقراءات مسبقة ، من حتوتات وقصص الف ليلة وليلة ومعارك الحارات والابضاية والاشقياء ... في ما مضى من حالنا المرسوم لنا بعناية لنعيش تفاصيله كانها زخ مطري محتوم او قدر سماوي منزل ..

تساءلت بمرارة .. لماذا كان المجتمع منضبط مقاد حد التسليم في مراحل تاريخية وصفت بالدكتاتورية من قبل المعادين لها او غير المستفيدين منها .. و بالمركزية حسب مصطلحات اهل السلطة والقريبين منها .. ؟ . فيما اصبحنا نرى كل شيء قد انقلب راس على عقب في بلادنا لدرجة غدت فيها الديمقراطية او تلك الجنة المزعومة  مجرد مفسدة وموطئ لكل واطي يريد ان ينتهك القوانين والاعراف والشرائع  .. لينهش جسد مستسلم تحت سوط الإرهاب والتهديد والسلاح والشعار الكاذب ..

لماذا تغيرت قواعد العمل من بيئة ساكنة هادئة برغم قساوة الظرف وقبضة الحكم وعسكرة المجتمع حد الاختناق ؟ .. فيما بلغت الان من الفوضى ما لم يكن ( مفعول ومعمول وجار ومجرور ومضاف اليه ) بدى وبلغ حدا من التلاعب في الذات الإنسانية التي غدت غير مصانة بل مغلولة الى اقتحام الاواصر الاسرية المنتهكة حتى شوارع غدا فيها التشريع شخصي لحظي مصلحي لا قيمة لاي اعتبار آخر فيه .. بنسب تدنى فيها المواطن المتحضر ليكون هو الحلقة الأضعف فيه .. فكلما كان الانسان متستر كلما دفع ضريبة ذلك الستر .. جراء عهر متسلط متحكم بأجزاء مفردات والحياة ويومياتها التي لا غنى عنها ..

أصبحت شوارع الناس ومصالحهم وامزجتهم بل المواطنين بتعبير ادق ملك للاخر الذي يفعل ما يشاء دون مسائلة وخشية تحت عنوان فضائح الديمقراطية والحرية الشخصية الموغلة بالمفاسد والتعدي غير المردوع .. كان يد خارجية متغلغلة متسلطة موجهة لبرنامج يعمل بدقة وبعانية وبقوة يتحرك لتحقيق اهداف ما جعلت المواطن يلعن ( ابو الديمقراطية ...  ) .

لم يعد هناك مكانا واحدا يمكن للإنسان ان يتخلص من الضجيج المفتعل الممنهج .. في كل مكان يطارد الناس ... بالشارع والمحلات والبسطيات والباعة المتجولين ... وغيرهم ممن يحملون مكبرات الصوت بلا ادنى ضوابط ولا حرمة للوطن كاننا بسوق هرج الذي ضربت به الامثال .. حتى في البيت لا تسلم فكل دقائق تمر سيارة او عربة او ستوتة او متسول كلهم يحملون موسع الضجيج المطلق لازيز مزعج حد الزهق .. يستمر ذلك حتى منتصف الليل بل يتعداه للفجر من قبل أصوات نفخ سيارات ودراجات السباق او غيرها .

كنت راجلا حينما اتصلت بي احد القنوات للحديث عن عمودي الصحفي المنشور في ذلك اليوم وقد اضطررت للتنحي عن الشارع العام تخلصا من ضجيج السيارات.. فدخلت احد الشوارع الفرعية  .. فما ان بدا حواري مع المقدم عبر الموبايل حتى احسست ان احد المتسولين يمشي خلفي بصوت يصم الاذان .. فاضطررت اباعد بخطواتي مبتعدا عن هذا الضجيج  .. المفاجئة كانت اكبر حينما دخل باص من الجهة الأخرى يضع صاحبها مكبرة صوت بشريط مسجل يصيح بالتتابع ( سمك سمك سمك ) .. حتى استسلمت واضطريت انهي الحوار واغلق الموبايل .. محوقلا .. متذكرا ان ما يحدث من دمار بيئي وتخلف اجتماعي وحضاري ... بالتايكد هو ليس اعتباطي ولا ينبغي ان نحمله لهؤلاء المساكين  والفقراء والبسطاء الساعين للحصول على ارزاقهم وقوت يومهم .

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟