أياد خضير العكيلي
الضمير ذلك الكائن المخفي بين الصدور وبين العقول ، ذلك المتحكم بأهواء الانسان ورغباته ، وبقدرته على التمييز بين الحق والباطل وبين الصدق والكذب وبين العدل والظلم وبين الاستعلاء والتواضع وبين الخضوع والكبرياء .
هذا الكائن الحي الكبير حين يموت في النفوس يتحول النور الى ظلام يلف الجميع وتتحول الحياة الى موت زؤام وتصبح الحقيقة زيفاً ونفاقاً وكذبا وخداعاً ،
ويصبح الظلم طريقاً يسحق الجميع دون رحمة أو شفقة أو هوادة ،
ويتحول المرء حينذاك الى وحش ٍ كاسر يلتهم الناس الضعفاء منهم والفقراء والعامة .
وإذا ماكان ذلك المرء ( الميت الضمير ) مسؤولاً أو حاكما ً فالويل للبقيّة والرعيّة والثبور لهم فستتحول حياتهم الى جحيم دائم مستعر وسينهش الفقر لحومهم وجلودهم ، وسينغرس اليأس في النفوس وتصبح الالام زاداً وقوتاً يومياً ،
فتتحول الاحلام كابوساً حينها سيتمنى الموت الكثير من هؤلاء الناس المستضعفين حتى يأثرونه على حياتهم ، إذ لاحياة لهم ولاكرامة ولامستقبل ..
نعم حين يموت الضمير يموت معه كل شيء ويصبح ذلك الانسان ظالماً جائراً وشيطاناً إبليساً ليس إلا ..
فهل يعلم هؤلاء من ( فاقدي الضمير ) والذين يحكمون ويتحكمون اليوم بالناس وبمصائرهم ماهم عليه ، أم إنهم يتوهمون غير ذلك ..!؟
وهل نبحث فيهم عن صحوة ضمير ربما تاتي ولو متأخرة ..؟
وعذراً فالحقيقة مؤلمة والواقع بلا ضمير .