اباحة ارتكاب الجرائم ضد الانسانية من قادة الدول الكبرى
2021/02/21
 
122

القاضي المتقاعد حسن حسين جواد الحميري

نتمنى ان يتقدم المجتمع الدولي خطوات ابعد في  تشريعاته لمحاكمة مجرمي الحرب اذ ليس عدلا ذلك القانون الذي يطبق على الضعاف من الدول فقط ويستثني كبارها.. لا يعتبر انصافا باية حالة من الاحوال ان يقتصر دور  هذا المجلس  بالاتفاق بين اعضائه على القيام باعمال عدائية  تعبر عن مصالح الدول الكبرى دائمية العضوية فيه لتطبق وتنفذ على شكل حروب وعقوبات اقتصادية وضربات عسكرية على الدول الفقيرة والغير مقتدرة عسكريا في مواجهة الطغيان الامبريالي ... هذا الوضع يعتبرحال مطابق تماما لذلك الامر الذي تبنته عصبة الامم المتحدة الملغاة التي اتت بفكرة الانتداب وبحجة تطوير الشعوب التي تم استعمارها  ووضعها تحت الوصاية والانتداب.. الدول المحتلة قاصرة  والدول الكبري رشيدة هو عذرا اوجدته القوى الغاشمة  يعطيها المبرر لعبور جيوشها البحار والمحيطات لتحتل دول اصبحت عزلاء من السلاح المدمر ولتستعمرها وتفرض عليها ثقافتها وارادتها وتبدد قدراتهاوتجعل اقتصاديتها تابعة لها ومن  اسواقها منافذ رائجة لبيع وتصريف منتجاتها .. اذن بالامس الوصاية بحجة القصر والتطوير(عصبة الامم) واليوم الغزو والعقوبات(الامم المتحدة)بدعوى الحرية والديمقراطية .. الهدف واضح في كلتا الحالتين  هو مزيدا من انتهاب ثروات الشعوب المقهورة عسكريا..  هذه الشعوب التي اسموها بالدول النامية او المتخلفة او دول العالم الثالث لايمكن  في اية حال من الاحوال اعتبارها متخلفة حضاريا. اغلب هذه الشعوب هي من شعوب  الحضارات القديمة قد امتدت وضربت جذورها  بعيدا  وعميقا في حقب التاريخ وجغرافيته.. ان الحضارة كما اشار اليها الرئيس الامريكي اوباما في خطابه الذي اوصله للرئاسة حين قال ان الحضارة هي ليست في ناطحات السحاب التي نراها او وسائل الاتصال السريعة وانما في القيم الانسانية النبيلة التي يحب على الانسان والامم  جميعا التحلي بها من قبول للاخر وتعايش سلمي ومحبة وتعاون وتالف.. ان الوكودالذي اصاب دول الشرق بصورة عامة  هو  في التخلف عن النهظه العلمية الحديثة التي من تاثيرها المباشر  عجزها عن مواجهة القوى العسكرية للانظمة الامبريالية.. هي لاتمتلك القوة العسكرية التي تدافع بواسطتها عن حضارتها وثقافتها ولكنها تمتلك الحضارة والقيم والمثل التي ربما هي اكثر تلامسا مع الحالة الانسانية.. نتمني ان تتمكن الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي من انشاء محاكم دولية خاصة للشكاوى التي تقدم من حكومات او افراد الدول الضعيفةوبالاخص دول العالم الثالث فيما يخص الاعمال العدائية التي قامت بها او التي ستقوم بها الدول الكبري  وحصرا تلك الدول  دائمة العضوية في مجاس الامن الدولي للتحقيق في سلوك قادتها الذين تبنوا اعمال اجرامية كما في ملجأ العامرية او فضائح ابو غريب او بلاك ووتر   اوتدمير المؤسسات العراقية ونهب الثروات وتشجيعهم للنعرات الطائفية والتفجيرات الاجراميةوما تخلف عن ذلك من ملايين الشهداء والارامل والايتام ..  حتى يكون عدلا حقا يجب ان تكون هذه المحاكم الجزائية الدولية لاتقتصر على حكام الدول المغلوبة علي امرها كما في حالة محاكمة رئيس دولة السودان وانما ليتسع اختصاصها ويشمل رؤوساء الولايات المتحدة الامريكية والدول الضالعة بالحروب بذريعة الحرية والديمقراطية  المدعى بهما زيفا  وزوراوبهتانا.. القانون اي قانون بحسب ماقرره فقهاء فلسفة القانون منذ القدم يعبر عن راي ومصالح الطبقة القوية او المنتصره.. قانون هيئة الامم المنتحدة و ومجلس الامن الدولي هما وليدا ارادة الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية..   من مساؤي العدل الدولي المعاصر ان محكمة العدل الدولية الحالية يستلزم  انعقادهاموافقة الدول المتخاصمة على نظر القضية التي ستعرض عليها وفي حالة عدم الموافقة فلا ينعقد لها هذا الاختصاص.. عليه متى سيشهد العالم ولادة محمكة دولية تقوم بمحاكمة توني بلير وبوش الابن الذين هاجمت وغزت قواتهم العراق دون وجود مبرر لهذا الاحتلال الذي دمر صناعة العراق وزراعته ومؤسساته واصاب العراقيين من جرائه الموت والدمار والخراب والضياع وازداد وضعه سوءا..

 لم يعثر على اسلحة الدمار الشامل المهددة للامن والسلم الدولي ولم تكن صحة لادعائاتهم بل اكاذيبهم واباطيلهم.. متى يحاكم دولاند ترمب عن جريمة نقض الاتفاق النووي مع ايران وفرضة مزيدا من العقويات الاقتصادية عليها دونما مبرر جدي.. الا ان يرضى عنه الصهاينة  عسى ان يتم انتخابه مرة ثانية بدعم من اموال مليادرية اليهود.. فلا حضور للقيم والمبادى والمثل لدى ساسة الديمقراطية الغربية عندما تتعارض ومصالحهم.. متى ستنشأ مثل هذه المحاكم التي تنظر في جرائم موت ملايين الاطفال في العراق وايران وسوريا ولبنان نتيجة الحصار الظالم المفروض على هذه الشعوب صاحبة الحضارات العريقة التي لاذنب لها الا عدم امتلاكها قدرة الرد والرع على جيوش  ومؤامرات الدول الامبريالية والتصدي لها..هذه دعوة لاحرار العالم الغربي من اجل تحقيق المقصود منها والتي تتفق مع عقائدهم ورؤاهم..

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟