لماذا رقص .. قبل ساعات من الحظر !!
2021/02/19
 
159
حسين الذكر


سمعته يتكلم عبر تسجيل صوته في مكبر الصوت من خلال سيارته الحكومية وهو يحذر الناس : ( الحظر قد قرب .. لم تفصلكم عنه سوى ساعات .. ) ... بل توعد المخالفين بالغرامات والعقوبات.. بعد قليل ترجل عن سيارته واخذ يمزح مع بعض الشباب من أصحاب المحلات ويتوعدهم وهم يمازحوه ويضحكون ويككهون عاليا .. كان يتحرك بين سيارته ومحلات الناس كانه راقصا من الفرح .. بدى مزهوا فرحا بما سياتيه من حظر سبق ناله منه مردود وفير ..
فيما كان هذا الموظف الحكومي مبتهجا يحذر ويتوعد المخالفين للحظر .. ويردد ما يسعف كلامه بذكر قرارات حكومية قاطعة في ذلك ..
سمعت بعض التعليقات الشعبية ردا على ما شاهدت وشاهدوا : - 
قال صاحب بسطية تعب الحال ومنهك المظهر العام : ( اجاكم الموت يا فقراء ..  طبعا هذا الموظف راتبه ماشي .. وأمره عال العال .. بل ان الحظر فرصة للإفادة من دولة يعيث بها منتهكي القوانين ومتجاوزي الصلاحيات بلا ردع ولا حياء ) .
قال آخر : (  هل فكرت الحكومة كيف سادفع ايجار بيتي .. وانا لم اعد قادر على توفير قوت عيالي اليومي فضلا عن حفظ كرامتي وشرفي ) .
ضحك احدهم ساخرا  : ( من سخرية القدر .. ان يحاصرنا قدر اغبر واغرب من كل اقادر الدكتاتورية ومهازل الديمقراطية  ) .
امراة كبيرة همهت على مهل كانها تخاطب أخرى معها بصوت ارادت ان يسمعه الاخرين : ( ضيم وبرد .. حر وقهر .. أجرت مولدة .. وفوقها كتم وكمامة وخنق .. دولار صاعد وبطالة ودولة معطلة .. جيب ليل واخذ صبر ) ..
على ما يبدو سمعها احد المشجعين الرياضيين .. فرد ساخرا : ( صار سنة حظر وقهر .. مرض وخوف وفقر ومنع السفر .. لم نسمع احدهم مات .. ولم نرى احد سقط .. غير ( احمد راضي وعلي هادي وناظم شاكر وكريم سلمان ... ) . الله يرحمهم جميعا .. نجومنا الذين شيعوا من المستشفيات الى المقابر ) ..

قطعا هنا .. لا كلمة للتمرد ولا تشجيع لتحدي القرارات ... بل ندعوا أجهزة الدولة والمسيطرين على مقدراتها وممتلكاتها وكل وارداتها وشارداتها ان يفكروا بحال الفقراء في ظل هذا العصف الجائح للعالم وليس عراق فحسب .. فان دول فقيرة جدا جدا .. نظمت الحياة ودفعت المستحقات وكانت عونا للمواطن . لا كرشا متخم وشرا مستطير .

أخيرا .. نسال الله الشفاء للعراقيين وان تعدي الازمة والاجندة على خير .. فان فقر الحال وسوء الأوضاع أحيانا أرحم من الموت .. سيما اذا كان سماويا من قبيل مرض او زلزال اوإعصار ... او أي شيء من هذا القبيل الذي تتقبله الناس بتسليم لا مناص منه .. غير ذلك فان كل ما يصنع في الدهاليز يبقى صوته ازيز .. قد ينال من كل عزيز .. اللهم لك الشكوى وانت المعول في رحمة اوليائك الفقراء ممن لا سواك لهم .. وعبادك التائهون المجلودون تحت اجندات من لا رحمة ترتجى منهم ابدا ..
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟