" بخيرهم ماخيروني وبشرهم عموا علي" !!
2020/11/30
 
2065
عبدالكريم الوزان

مثل شعبي يتداول في العراق وبعض أقطار  الخليج العربي ، ويضرب لمن لايسمح للآخرين بمشاركته في مايحصل عليه من خير أو رزق أو حتى إحاطتهم علما بما يسر ، بالمقابل تجده  يزجهم  في مشاكله ومايعتريه من سوء وقد ينالهم الأذى بسبب ذلك .  
محطتنا اليوم حول ماتردد عن قيام مجلس النواب بجلسته الأولى ، بمناقشة ماسمي بقانون ( الجرائم المعلوماتية)المثير للجدل ، والذي دفع بعض وسائل الاعلام العربية للتهكم فيه بوصفه (أنه سيضع نصف الشعب العراقي في السجن) .
هذا القانون " يتضمن 23 مادة بفقرات عدّة، نصت على عقوبات متفاوتة تصل إلى السجن 30 عاما وغرامات تصل إلى 50 مليون دينار، فيما ركّزت تلك الفقرات على المعلومات الإلكترونية، وجعلتها في دائرة الخطر والمساس بأمن الدولة". 
 ولقد علق بعض المثقفين والمعنيين على هذا الحدث  فمنهم من قال " إن قانون الجرائم المعلوماتية المعروض على البرلمان هو قانون مسيس لتحجيم دور الصحافة وحرية الرأي،  وبالتالي يقوم هذا القانون على حماية السياسيين من الملاحقة والمتابعة ، وهو قانون مقتبس من دول أجنبية لا يحاكي الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية في العراق"  .                                   وأضاف آخر " انه شبح مخيف يطارد الصحافيين والمثقفين وأصحاب الرأي بل وعموم العراقيين على مواقع التواصل ، حيث تصل العقوبات في بعض مواده إلى السجن المؤبد ، واعتبره الوسط الإعلامي بمثابة (بوليسي)أكثر منه قانونا تشريعيا أو منظما لعمل الإعلام وحرية التعبير التي نصّ عليها الدستور(بحسب رأيهم)". في حين أبدى غيرهم قلقه بالقول " أن أكثر التخوفات تكمن في أن الكتل والميليشيات سوف تحول القانون إلى غطاء مشروع من أجل تكميم الأفواه ومصادرة حرية الرأي والتعبير، وممارسة الإرهاب القانوني على كل من يتكلم عن الفساد ويكشف ملفات الفاسدين،ما يعني تراجع الحقوق والحريات العامة والخاصة".                                             
 بدورنا نتساءل..لماذا أُعِد هذا التشريع ؟ ، ماهي المبررات والدوافع ؟، ولماذا تم تقديمه  في هذا التوقيت بالذات؟، ولماذا لم تُنجز الاصلاحات الداخلية والخارجية بدلا منه  لننآى بالمواطن من أن يكون تحت طائلة هذه  التشريعات (الأفاقة والعمياء والمغالطة) والمجافية للواقع .                                                    لقد عانى العراقيون من  الحصول على فرص الحياة الكريمة والآمنة ، والتهمت حيتان الفساد قوتهم ، ومزقت الذئاب البشرية ماكانوا يسترون به عوراتهم ، وتسلل الطامعون المارقون لمخيلتهم فسلبوا حتى أحلامهم،  وباتوا لايقوون على شيء ..والآن تمادى الطغاة في الغي  لتشريع هذا القانون ومن ثم تكميم أفواههم،  وكسر نابل أقلامهم،  فلايشكون ولايتظلمون ولايطالبون بحقوقهم ..( وبخيركم ماخيرتوني وبشركم عميتوا علي).                                 ياأولي الأمر شئنا أم أبينا: قبل تشريعكم  لقوانين التهديد والوعيد  المجحفة..اطعموا شعبكم واكسوهم وطببوهم وعلّموهم  وآمنوهم على عرضهم وممتلكاتهم وبنيهم  ..عندها ستكونوا بمأمن و لن تحتاجوا لقانونكم هذا  طالما وجدوا ضالتهم في الوطن ومايزخر به من خيرات ، ولن يشعروا عندها  بالغربة أو الإغتراب  ، فاتقوا الله في شعبكم يامن (بخيركم ماخيرتونا وبشركم عميتوا علينا)!!.
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟