( ماردونا الطفل الملك ) كرة القدم صعدت الى السماء .. !!
2020/11/27
 
148
حسين الذكر

في مؤتمرات صحفية متعددة وبقاع عالمية مختلفة لطالما صرح ماردونا بانه يحب الفقراء فقد سؤل مرة عن طفولته فقال : ( كانت ظروف قاسية .. كنا ثمانية افراد وابي معيل واحد عليه ان يطعمنا جميعا ) .. في مؤتمر اخر سؤل عن الضغوط التي تعرض لها فقال : ( انا بخير وجيبي ممتليء والحمد لله .. من يتعرض للضغط هو ذلك الاب الذي يخرج فجرا ولا يستطيع جلب ما يغذي فيه اطفاله ).
لم يكن ماردونا حدث عابر مر بكوكب الأرض على حين غرة .. فقد كان معجزة كروية وظاهرة اجتماعية صنعت الكثير وعبرت عن الجانب المضيء في حياة الفقراء .. اضحك واسعد ملايين الملايين حول العالم .. حينما عاد من مشفاه في كوبا وهو بصحة سيئة  .. استقبلته مجموعة من الشباب الارجنتيني واخذوا يغنوا له : - ( احب ان أرى ماردونا يلعب الى الابد .. احب اراه يسجل من اجل الشعب ..  احب ان يلعب كرة قدم دون ان يخشى شيء ..  انه يلعب من اجل سعادة الارجنتين ... ماردو .. ماردو .. ماردونا ..) .  لم يتمالك نفسه حينما سمع هذه الاغنية .. بكى دييغوا حتى سالت دموعه وانتشى حتى شعر بانبعاث الحياة مرة أخرى .. فقال لهم منحينا بطريقة غير مالوفة .. ( انتم من تلعبون كرة القدم بكم يحيا ماردونا ويبقى الى الابد ) . 

من بين اشهر ما قاله ماردونا : ( أمي تعتقد أنني الأفضل، وقد نشأت على تصديق ما تقوله لي أمي دائمًا) . . (  أنا أبيض أو أسود، ولن أكون رماديًا أبدًا طيلة حياتي ) . في مدينة نابولي الايطالية التي صنع ماردونا تاريخ عصي الإعادة هناك .. خرجت الجماهير معلنة الحزن والحداد على رحيل ايقونتها الأشهر  .. اختارت صحيفة ( ال ماتينو ) الأشهر في نابولي كلمة "شكرا"، لنعي مارادونا، فيما أكدت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن "كرة القدم صعدت إلى السماء .  من جانبه قرر عمدة  نابولي إطلاق اسم دييجو أرماندو مارادونا على ستاد سان باولو الخاص بنابولي.
من غرائب التواريخ أن يرحل دييغو بنفس التاريخ الذي غادر فيه الزعيم الكوبي كاسترو، وهو 25 من نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ توفي الأخير عام 2016، لتتجسد العلاقة الوثيقة التي ربطت الاثنين لسنوات عديدة، فقد وصف مارادونا الزعيم الكوبي أنه "أكثر من صديق وأسطورة من أميركا اللاتينية، وكان بالنسبة لي أباً ثانياً". كما وشم دييغوا صورة كاستروا على احدى ذراعيه فيما وشم بالاخرى صورة الثائر الارجنتني العالمي الزعيم جيفارا في دلالة واضحة على ما يحمله دييغوا ماردونا لطبقة الفقراء والاحساس بالمظلومين والمعوزين.. 
اطرف ما قيل فيه .. كتب بيليه ( خسرت صديقا عزيزا وأتمنى ان العب معه مرة أخرى في السماء ) .. فيما قال مشجع ارجنتيني اسمه ماورو، " أعتقد أن الجميع اليوم شعر وكأنه فقد عزيزا، كأن طفولته ماتت أو أمه أو أباه، هذا هو شعورنا اليوم".
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟