الفن حضارة .. لا تبلغها عقول الجهلاء !!
2020/11/25
 
119

 حسين الذكر

 

في الثمانينات وحتى التسعينات ... صحيح الأمور كانت تدار مركزيا حد القبضة الحديدية ووحدة شكل التوجه .. كما ان النظام وظف الملفات الفنية لخدمته وادارها بطريقته واشرافه  .. لكن ذلك لا يعني عقم الفن ولا استسلام الفنان العراقي لتلك الأطر .. فقد نجح البعض بتمرير الكثير مما يعبر عن معاناة الشعب .. بالتورية والرمزية .... و أي طريقة قد تعد مجازفة مميتة أحيانا  .. من جهة أخرى انعكس ذلك التوظيف الى دعم اغلب الفنون من قبيل المسرح والسينما والتمثيل والشعر والموسيقى والدراما .... وغير ذلك من ملفات إبداعية ..

فيما اليوم نجد اغلب الفنون تعيش على الهامش وما يعنيه ذلك من مرحلة انعاش .. فالمسرح – على سبيل المثال - لم يعد له حضورا .. فيما الدراما فقد توقف الدعم لها تماما الا بالبرامج الرمضانية التي اغلبها مدعوم من قبل القطاع الخاص بطريقة تستنزف جهد وابداع الفنان .. الذي لو لا حرصه على الحضور والانتماء لما تحمل العناء .. فضلا عن احساسه بأداء واجب وطني ما زال برغم كل الظروف يؤمن وينهض به ..

ان الامة التي لا تمتلك هوية ثقافية لا يمكنها ان تصل ذروة الحضارة ولا تمتلك قدرة التطور والصمود امام مطبات الحياة ... فاذا كان العقل يعنى بالبحث عن الحقيقة كذروة فكره ..فيما تختص الاخلاق تحت جميع عناوينها بتادية الواجب .. الا ان الفن والجمال لا يعبر الا عن ذوقية ووعي الامة بحاضرها وماضيها ومستقبلها.. وقد اعجبني من قال : ( ستبدا الانسانية بالتحسن عندما تأخذ الفن على محمل الجد، كما بقية ملفات الحياة الأخرى .... ) .

يعد شارع المتنبي وما يدور حوله .. من اهم اللوحات الاستنشاقية التي تلجا اليها اغلب النخب البغدادية صباح كل يوم جمعة .. للقاء بعضهم بعض بساعات مفعمة وان لم تغير من الواقع شيء  الا انها تعد صبرا واملا وحضورا وان لم يكن فيه عنوان مركزي ما .. وقد التقيت الدكتور عقيل مهدي بتاريخه وعمقه الفني المسرحي تحت ارائك قيصرية او مكتبة حنش .. فأقتنصت اللحظة وانتهزت الفرصة وسالته عن حال المسرح العراقي فقال : ( التجربة المسرحية يمكن مقاربتها بلعبة كرة القدم .. اذ لها لاعبون بمهارات معينة محددة بعمر مرحلي .. كذلك المسرح .. لا يمكن ان يلعب ممثل مستجد دورا رئيسيا .. هذا اولا... ثانيا.. صعوبة الحصول على تخصيص مالي لانتاج العرض.. ثالثا... الهيمنة على المسرح وفقا لمعايير واسس لا تمت للفن بشيء ) .

 هنا همهمت بنفسي واضعا سببا اخر .. اذ ان الفن في العراق واغلب الدول العربية تقريبا يعبر عن نتاج مرحلة سياسية ما .. وما افرزه الواقع الجديد بسرعة التسلق على قمم الهرم المؤسساتي مع عدم امتلاكهم خبراته .. فضلا عن تشبثهم بمغانم حلبه سيما بع تشبهوا بالفنانين ولبسوا ازياؤهم وتحدثوا بلغتهم وان لم تكن لأغراض فنية ..

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟