مدننا الشعبية .. إحساس الانسان والحيوان .. !!
2020/11/24
 
128
حسين الذكر

مخطيء جدا من يتوقع ان غرق بيوت الفقراء مشكلة اليوم .. انها علة تتكرر مع أي موجة امطار جديدة .. فمنذ فتحت عيني على الدنيا قبل خمسة عقود والمشهد ذاته يزداد بؤسا مع زيادة السكان وتطلعات الانسان  ..  
فمدينة الحرية على سبيل المثال ... التي كانت سباقة بالتضحية والفداء وقدمت الاف الشهداء والجرحى والمفقودين والمهجرين خلال العقود الخمسة الأخيرة .. ما زالت غاطسة بالوحل كل حين  .. تعاني مع اول ساعات انهمار المطر الذي تبدا فيه محنة الناس الحقيقية .. بعد ان  تتجمع المياه في الشوارع وتعلوا الأرصفة ثم تداهم بيوت الناس من كل مكان تعبث بمقدراتهم وتدمر  مقتنياتهم وافرشتهم وتدابير الراحة الشتوية التي تذهب هباء منثورا تتحطم فيه معنوياتهم وتدمع عيون النسوة ويتحسر الرجال .. حتى يمقت الفقراء اسم وشكل المطر الذي لا يعني لهم الا شؤم وخراب بيوت ومرض ابناء وقطع ارزاق وغير ذاك من مجهول .. 
كل عام تتجدد الماسات بلا حلول .. فمنذ سنوات طويلة نرى الانابيب  الضخمة والماكنات العملاقة والرافعات العالية ومئات العمال .. نسمع عن خطط .. وشعارات .. ووعود  .. كل مسؤول يقول سوف وسوف .. وان شاء الله .. لكن يحل الشتاء وتداهمنا سوءاته .. وتبقى المشكلة قائمة والمعاناة ذاتها .. لا تتغير بتغيير الحكومات والأنظمة .. ولا بتبديل المسؤولين .. كان ملف المجاري وغرق المدن .. يمثل خط احمر لا يمكن الاقتراب منه .. الادهى من ذلك ان الميزانيات السنوية للحكومات تصرف فيها المليارات تحت هذا البند والعنوان .. في محنة يعاني ويحس وجعها حتى الحيوان ... فضلا عن الانسان ..
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟