جماعات الضغط في العراق وتنهيدة البجعة الأخيرة
2020/11/20
 
1400
بسام القزويني 


أولاً وكي نلقي القمامة في مكانها المناسب والذي يتمثل بأفواه المتربصين فأنا لا ادعو للحرب مع إيران بل تسليط الضوء على الفكر الدوغمائي للبعض واحراج الكليبتوقراطية للبعض الآخر وهنا أقف في مسامع هؤلاء لأقول نحن مع الجميع .

أكاد أجزم ان وكلاء إيران في العراق هم الأكثر بلاده في المنطقة هذا أن قارنا وجودهم في اليمن وسوريا ولبنان والذين أرى فيهم تصرفات تكاد تكون مختلفة أو بالأحرى متفوقه عن سياسة ممن يدعون بها في العراق دون مراجعة حيثيه وواقعية للمتغيرات .

وهنا يحل التساؤل لماذا في العراق يُقتل الرجل الابرع لإيران رغم تحركة المستمر في عموم المناطق وليس الشرق الأوسط فحسب لتكون نهايته في مطار بغداد إبان عهد رئيس الوزراء الأقل دهاءً عادل عبد المهدي والذي تتمحور إجابته في ان وكلاء إيران في العراق أو من أطلقت عليهم بـجماعات الضغط الصغيرة اسرع المتهورين وأبسط المنفذين للسياسة الإيرانية في المنطقة بعد ان تجاهلوا المناورة والحوار ووقعوا في فخ التضحية  والصدام المباشر.

شئنا أم أبينا فواشنطن عاصمة الدولة الأعظم في العالم وبما ان السياسة تتحدث مع المتغيرات وهي أداة الواقع بعيدا عن الشعارات والتهكم فلا بد من أن تتعاطى جماعات الضغط بشقيها الكبيرة والصغيرة مع إمكانية التهدئة والحوار إلا أنها لا تزال تنفذ دون تفكير آخرها عودة استهداف السفارة الأمريكية في بغداد قبل يومين وسأوضح كيف استغلت القيادة الإيرانية بلادة اذرعها في العراق.

أجرى الرئيس الأمريكي ترامب عدة تغييرات في مناصب متقدمة في الإدارة الأمريكية منها وزير الدفاع ومدير وكالة الأمن السيبراني ومناصب حساسة آخرى ويهدف منها أحد الأمرين:-
1. إرسال رسائل للإعلام الذي وقف ضده بأنه لا يزال رئيسا ويمارس صلاحياته ويجبر الإعلام الأمريكي والدولي على تداول الخبر.
2. توجيه ضربه إلى إيران واذرعها خارج الأطر البيروقراطية وهي على الأغلب في سوريا بالتزامن مع ضربات اسرائيل فيها واستبدال المبعوث الأمريكي هناك أو في مياه الخليج لحماية الدول التي طبعت مع إسرائيل واستبعدت العراق لان ترامب جدلي غير روتيني حيث من غير المتوقع أن يكرر ضربة في العراق مشابهه لحادثة مطار بغداد في بداية هذا العام إلا أن إيران استطاعت الدفع بوكلائها في العراق للقيام بضربة وصلت لإطلاق سبعة صواريخ وهو عدد نادرا ما يتم إطلاقه المراد منها استفزاز الإدارة الأمريكية لتغيير اهدافها المحتملة أعلاه إلى الأراضي العراقية بعد أن أقنعت جماعات الضغط بضرورة القيام بذلك لان واشنطن قررت سحب 500 من أصل 3000 جندي في العراق وبالتالي هرعت الجماعات البليدة للتنفيذ دون أي تفكير ليتسبب ذلك بقتل وجرح المدنيين.

ما أود قوله لوكلاء إيران في العراق تعلموا واستفيدوا من تجارب الآخرين فتلك لبنان ذهبت لترسيم الحدود المائية مع إسرائيل بغية الحصول على موارد الغاز وبمباركة غير معلنه من إيران لتقليل زخم التظاهرات تجاه حزب الله بتوفير سيوله بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان .

ختاماً ، وكلاء إيران في لبنان يتحاورون مع إسرائيل لترسيم الحدود المائية ثم البرية فالاولى لجنة يترأسها وزير الطاقة الإسرائيلي وحين إتمام مهامها يحل محله أحد ضباط الجيش ليستكمل حوارات ترسيم الحدود البرية وانتم في العراق لا تدعمون الكاظمي الذي هو بالنهاية رئيس وزراء مقبول دوليا بل تتهمون كل الأصوات الوطنية التي تطالب بتصحيح مساركم بالعمالة آخرها التقارب العراقي السعودي والاستثمار المؤمل إنجازه ولا تنتبهون لحالكم الذي وصل لمرحلة تنهيدة البجعة الأخيرة.
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟