رسائل الى كورونا
2020/10/30
 
484

مزهر الخفاجي

انا لا اتوسل الكتابة بل أشتهيها…ليس للكتابة عن الذكريات بل عن سيل الاسئلة المؤجلة .

انا من مدينة مليئة بحدائق الحزن ..وكثيرآ ماتتمايل من هجران الفرح لها …

نعم انا من (بغداد) المدينة التي زادت الاف الليالي الى الف ليلة وليلة من لياليها …فألف ليلة مرت على حروبها والف للحصارات والف للجوع والف للاحتلال والف من الممتحنات وهكذا ..

ومنذ ان عانى العالم بأكمله من سور الصين حتى جنائن بابل ومن تمثال الحرية حتى مدينة لينگراد من فايروس كورونا ..كان اهل مدينتي بغداد التي يتوسطها نهر دجلة ،العابرون من صوب الرصافة الى صوب الكرخ يودعون النهر اسرارهم .. ويرفعون رؤسهم للسماء لانها الوحيدة التي لم تخذلهم في مواسم الحرب والحصار والاحتلال والجوع .

أدريكم تقولون هذا يهذي …

ولا اكتمكم سرآ ..كنت اكلم نفسي أبان الحجر ، مرة احدث الرب .. صاحبي القديم الجديد ،اقول له لمَّ استفحل …غضبك الان …هل فشلت محبتك من ترويضنا …

وليالي اخرى اتجول في ذاكرتي واستذكر اصحابي وصويحباتي الذين اشتقت لترفهم ..واخرى اتفقد وجوه اطفالي الذين (أفزُ) مفزوعآ حين اسمع سعال احدهم …

كان الذي يؤرقني في اماسي كورونا … السؤال الذي يلح على نفسي وهو هل يعقل ان يخذلني الخالق دون ان اقول كلمتي بعد ، او يأخذني المرض دون ان ابوح ..(كيف)

وأنا ابن السومري الرافديني الذي يحفظ عن ظهر قلب اسطورة (أيلما الش) في اللغة العربية هو الذي رأى كل شيء… فأنا لم أرى شي بعد … ولم اتعب الرب في البحث عن عشبة الخلود ولم انافس ( اوناسس) على سفرة في المحيط الهادي … ولم أشارك ( بوتين او ترامب ) في سباق التسلح …ولم اشترك مع الاوهانيين في الصين في تعلية معابدهم …

نعم ياسادتي …كنت مغامرآ … ولأني فقير ولان جدتي كثيرآ ماصبرتني على الجوع والالم وتقول لي ( انت من الفقراء والفقراء احباب الله ) لذلك كثيرآ ماكنتُ اغادر المنزل رغم أني مؤمن اني قريب من الموت او ان الموت قريب مني …فخرجت

في واحدة من الايام السابقة …ركض بأتجاهي احد طلاب الدراسات العليا من جنوب العراق ..وأنبهر وقال استاذي ..انت حيّ..اندهشت ووضعت يدي على قلبي اتهجسه..وقلت نعم لقد امهلني الرب فرصة ان ابوح لك َّ …او ان اهديك عنوانآ لتكتب بهِ وهكذا … استمرت ايامي ، قريبٌ من الموت وهو قريبٌ مني .

حالمآ …ببشارة الرب ..مغتنمآ حماية ملائكته لي … أنا لن أمت …وكورونا الهة الشر ..او (خمبابا) العصر الحديث لن تمنعني من ان احلم في عشبة الخلود ،وخمبابا هي اله الشر في الاسطورة الرافدينية القديمة ….غدآ اعيش … انا لم أرى كل شيء بعد ….أللهي

ولم أبح بكل مافي قلبي …بعد

حين اخط على باب بيوتكم فرحي او وجعي او اغنيتي الاخيرة …انتظروني غدآ

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟