د. غالب الدعمي

استلم الامر الديواني الساعة التاسعة صباحا وكان يعلم به مسبقا عن طريق اجتماعات عدة  عقدها مع الكاظمي وفريقه لوضع الخطوط العريضة للبدء بالعمل،  وحال اعلان ذلك ارتفعت اصوات المنتقدين  لخطوة الكاظمي بإناطته هذه المهة الصعبة لابو رغيف لاسباب متعددة.

 من جهته  باشر بعمله فورا وأغلق هواتفه الاربعة وعزز حماياته وغير سكنه وبدأ بالتحقيق بملفات مهمة زودته بها احدى الدوائر الامنية  الفاعلة و ملفات  اخرى جاهزة استلمها من هياة النزاهة.

لقد بدأ التحقيق الذي أوصله إلى ملفات فساد دسمة جدا يمكن لها أن تغطي جزء من  العجز الكبير بالموازنة الاتحادية، لكنه فضل البدء بثلاثة  ملفات كانت قد  أثارت لغطا كبيرا في الشارع ترتبط بالاستثمار والمالية وأمانة بغداد، وعلى الرغم من أنها أقل من طموح  المتعطشين الذين ينتظرون الادسم إلا انها عُدت بداية موفقة حققت تفاعلا  من قبل الرأي العام لمحاسبة هذه الطبقة الفاسدة.

باكورة عمله بدأت باعتقال مجموعة من  الموظفين في وزارة المالية هم مسؤولون عن التحويل الالكتروني لرواتب المتقاعدين والموظفين  قادت الى القبض على المتهم( واحد) الذي قاد إلى اعتقال المتهم  ( اثنان) وتحقيقات اخرى ادت إلى اعتقال ( واحد استثمار) وأخبار اخرى متفائلة تطرح عبر وسائل الاعلام باعتقال مجموعات اخرى فاسدة.

 حركة السفر  إلى الخارج ازدادت وتيرتها وربما ستتضاعف لاحقا لتصل  اجرة سيارة السايبة إلى مليون دينار ( للنفر)  ومعلوماتي ان  كثيرا منهم قد  غير محل سكناه، واصبح ابو رغيف ولجنته اسما  مرعبا بين الصنف و ربما يساوي الرعب الذي حققه رعب ابو طبر المسيباوي الذي اشاعه  بين البغداديين منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، لكن الفارق أن ابو رغيف نشر مساحة بطشه بين الفاسدين وأبو طبر نشر رعبه بين الجميع فقد قلب ابو رغيف حياة بعضهم من فرح إلى عزاء ومن نعيم إلى شقاء وحول فرحهم إلى حزن ونهارهم المشرق إلى ليل معتم.

وبدأت اردد كلمات جميلة على نفسي (إذا ابو طبر طبرهم فأن ابو رغيف غلفهم ) وأخيرا أقول اللهم  اجعل قلبه خالي من الرحمة وضاعف ادواته لمكافحة الفساد،  وانا العبد الفقير سأضمن له الجنة ولاعضاء لجنته ولمن امر بتشكيلها وان كانت ذنوبهم بحجم زبد البحر لو انهم غلفوا بعض الأسماء التي عاثت فسادا بالدولة العراقية وهم مازالوا يعبثون بأمن العراق وأمواله واستقراره ولن يهدأ قبل أن يتم ذلك... ملاحظة معنى غلفوا ( وضعوهم في السجن).