البقاء للأفسد
2020/09/18
 
218

عبد الهادي علي الزيدي

لم يعد بلدنا يقنع الاخرين بأن تجري فيه تلك الامثال القديمة التي تتناسب وطبيعة ما يجري في العالم من احداث , و قديما كانوا يقولون البقاء للأقوى , ورغم ان هذا المثل مازال منتج لأثره في أنحاء العالم إلا اننا ابتدعنا مثلا آخر هو البقاء للأفسد , فلم نرا أي فاسد قد ازيح من منطقة نفوذه بل العكس يتساقط الشرفاء أصحاب الصفحات البيضاء لأنهم مشرقين في عملهم , أتحدث بمرارة لأني أرى ان شخصا قدم للبلد الكثير ومازال يقدم كل يوم يتم اقصائه بدوافع شتى ويكرم السارق الفاسد ويعتلي صهوة المناصب لأنه فاسد , فالفاسد ابقى واقوى , وإلا بما يمكن ان نفسر ان يتم اقصاء خبير مثل جبار اللعيبي صاحب التاريخ المشرف في كل مفصل عمل به من مفاصل البلد حتى انه عمل تطوعا عندما كان كبير مستشاري محافظة البصرة , او لنرجع للوراء قليلا حين بعث الروح في شركة نفط الجنوب بعد ان صارت والعدم سواء , وما اقصائه الا لأنه صاحب يد بيضاء لم تلوثها شبهات الفساد التي طالت الجميع بدون استثناء , بم يمكن تبرير ان يقصى خبير مثل عامر عبد الجبار من وزارة النقل وهو الوطني الحريص على سمعة بلده وان يصل لمنصب وزير النقل سقط المتاع , مؤسف حقا ان يفرط البلد بأ بنائه البررة , اشخاص مثل جبار اللعيبي وعامر عبد الجبار دخلوا الحكومة لفترة وجيزة قدموا فيها اكثر مما قدم البعض لدورتين متتاليتين وخرجوا لم تؤشر عليهم ولا شبه فساد في حين ان البعض صعد كرسي الوزارة وهو مثخن بملفات الفساد التي ازكمت الانوف , كنا ومازلنا نتأمل خيرا من رئيس الحكومة الكاظمي ان ينصف الاخيار ويضعهم حيث يجب ان يكونوا لا ان يستحوذ البعض المعاق بملفات الفساد نفسه في اكثر من منصب تنفيذي لضمان ان لا يتم اقصائه من المشهد العراقي وبالتالي يضمن بقائه وتسيير مصالحه المشبوهه , لا اعلم ان كان الكاظمي يعلم بما يقوم به بعض وزراء حكومته من استحواذ غير مبرر من اجل البقاء على قيد الحكومة الى ما لانهاية , دعوة من عراقي يهمه ان يرى وطنه بأفضل حال ان يتدخل السيد الكاظمي وان يصحح انحراف الأمور في بعض الوزارات التي وصلت حدا ينذر بالاسوأ.

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟