في ذكرى نهاية الحرب العراقية الايرانية الـ 32
2020/08/09
 
58

د. حيدر سلمان

 

 

مر علينا امس 8 اب تاريخ انتهاء الحرب العراقية الايرانية عام 1988، بعد 8 سنوات طاحنة من الحرب ولازلت اذكر نهايتها وكم الفرح الذي عشناه، وماهي الا وهلة وابتلينا بحرب ثانية، وماهي الا وهلة اخرى، ودخلنا بحرب داخلية، وماهي الا وهلة، حتى ابتلينا بحصار طويل، قطع اوصالنا كل يوم وليلة، وماهي الا وهلة، و احتلال بال 2003، وصور تلك الحروب يوميا عشناها بتفاصليها، ناهيك عما بعدها الذي لسنا في معرض ذكره.

في البصرة، حيث المحافظة التي نالت الحصة الاكبر من الدمار، كم مرة تهجرنا، كم مرة ضربنا، بقصف عشوائي او مقصود، وكم مرة بين 1991 الى 2003 ضربتنا طائرات وصواريخ امريكية، طبعا لكثرتها نسيتها او تناسياها، فيما احاول مسحها من ذاكرتي.

ترى لما كل هذه الحروب، و بالنسبة للحرب العراقية - الايرانية لماذا تورطنا بحرب انابة اعترف بها القاصي والداني ان العراق حارب عن غيره في حرب عبثية جلها كراهية، وبتصفيق دول جارة لنا بكلمات (حرس البوابة الشرقية، وسيف العرب، وحماة العرب وما الى ذلك)، والنتيجة دمار دولتين جارتين وزرع للحقد، وانهاك للافتصاد،ناهيك عن الكوارث التي لم يبقى دار الا وبه شهداء ومفقودين من الطرفين، ومن دفعنا للحرب، متفرج وفرح ويزيد علينا الدين ويفكر كيف يدمر ما تبقى بعد ذلك فيما لو خرجنا اقوياء.

صدام حسين وهو الرئيس الشرعي انذاك، من جانبه، بعد كل ماحدث من حروب ودمار مجتمعي واقتصادي اعترف بنفسه انها كانت حرب انابة، وان من دفعه للحرب دول خدعتنا وتسببت بدمارنا، وارسل رسائل الى الجارة ايران واغلق كل سفارات دول الجوار جميعها، وفتح الايرانية فقط، وكان كل سنت يدخله والدولة محاصرة، يتم الحصول عليه عن طريق تهريب ايران لنفطه، ليدفع لنا رواتبنا، التي تكاد لا تعبر الدولار الواحد، حيث كنت وانا طبيب مقيم دوري اخذ 3 الاف دينار راتبا، وتصريف ال 100 دولار 330 الف عراقي، ولكم ان تقيسوا حجم الدمار.

بالطبع كان هناك تقدم عسكري عراقي في المنطقة قبل الاحداث، ولا ينكر، لكن التهور والاندفاع للحروب خطا كبير علينا ان نستمد منه خبرات لمستقبلنا.

ما اريد قوله:

لن نحارب عن غيرنا، ولسنا معنيين يحروب غيرنا، لا من قريب ولا من بعيد، ومن يريد ان يحارب، فليذهب للحرب مباشرة ضد غريمه، وهي رسالتي واعتقد اغلب العراقيين كذلك الى (الولايات المتحدة، ايران، السعودية، الامارات، واياً كان) اذهبوا للحرب مباشرة بينكم، ونتعاطف معكم جميعا، ونعتذر لسنا معنيين بحروبكم، على ان اي طرف منكم يدفعنا لذلك، يجب فرزه ومنعه، بدرجات تبدا من التفاوض الى المنع بالقوة.

اذكر كل من يدفع للحرب نحن شعب ودولة، لاعلاقة لنا بمن يدفع بنا للحرب، ولسنا معنيين به، وضجيج المندفعين لاغراقنا بحروب، لن يجد له صدى، مهما دفعتم ومهما حاولتم.

الليكم مراسلات صدام حسين، بعد انتهاء الحرب مع ايران، ودخوله بحرب الكويت، ومواجهته المجتمع الدولي، وما كتبه الى ايران، كي يكونوا لجانبه، ويدخلوا الحرب معه بسذاجة كبيرة.

9 اب / اغسطس 2020

دكتور حيدر سلمان

 

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟